انخفض معدل وفيات المواليد بشكل ملحوظ من 27 مولود في الألف سنة 2004 إلى 18.8 سنة 2011، وهو ما يشكل انخفاضا بنسبة 30 في المائة٬ وذلك وفقا للنتائج الأولية للمسح الوطني الخامس حول السكان وصحة الأسرة٬ الذي أنجزته وزارة الصحة في الفترة ما بين نونبر 2010 ومارس 2011 والذي تم تقديمه اليوم الجمعة بالرباط. وقد سجل معدل وفيات الرضع خلال الفترة نفسها٬ انخفاضا كبيرا بنحو 28 في المائة ٬ والذي يفسر بالتحسن في الزيارات الطبية ما قبل الولادة٬ التي ارتفعت بنسبة 9 نقاط لتسجل 77 في المائة ٬ وفقا لنتائج هذه الدراسة المخصصة لتقييم المنظومة الصحية بالمغرب بقطاعيها العام والخاص٬ وتجميع المعلومات القمينة بتقدير النسب الديموغرافية في مجالات الخصوبة والحمل والولادة ووفيات الرضع والتلقيح٬ وطنيا وجهويا وفي الوسطين الحضري والقروي. وتضمن هذا المسح رقما بليغا آخر يتعلق باستقرار معدل الخصوبة في 2.50 (2.15 في الوسط الحضري و 3.2 في الوسط القروي). وقد انعكس هذا المؤشر٬ بفضل أنشطة تنظيم الأسرة٬ بشكل إيجابي على انخفاض معدل وفيات الرضع والأطفال حديثي الولادة٬ وذلك حسب هذا المسح٬ الذي أظهر من جهة أخرى أن هذه الإنجازات تضع المغرب على طريق تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة في هذا المجال. ولا يستثنى معدل وفيات الأمهات من هذا المسح، إذ كشف عن انخفاض ملحوظ بانتقاله من 227 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة في الفترة ما بين 1993 و 2004 إلى 112 حالة وفاة سنة 2010. من جانب آخر قدم المسح أرقاما مثيرة للقلق والتي تتعلق بالأمراض المزمنة٬ بإشارته إلى الزيادة الملحوظة في نسبة الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة والتي انتقلت من 13.8 في المائة سنة 2004 إلى 18.2 في المائة سنة 2011. وهكذا فقد انتقل عدد المغاربة المصابين بداء السكري من 1.6 بالمائة سنة 2004 إلى 3.3 في المائة سبع سنوات بعد ذلك ٬ كما سجل الضغط الدموي معدلات زيادة تنذر بالخطر بارتفاعها من 2 بالمائة سنة 2004 إلى 5.4 سنة 2011. وسلط المسح الضوء على بعض المؤشرات الاجتماعية منها متوسط عمر الزواج الأول الذي استقر في 26.3 عاما بالنسبة للنساء و 31.2 عاما عند الرجال. كما انتقل هذا المعدل، بشكل ملحوظ٬ الى 25.3 سنة للنساء في الوسط القروي مقابل 27.2 في المدن٬ بينما يتزوج الرجال بالمدن في 32.5 سنة مقابل 29.5 في القرى.
