شهدت الندوة التي نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني مساء اليوم الأربعاء 20 مارس الجاري، نقاشا حادا بين نبيلة منيب الأمينة العامة لحزب “الاشتراكي الموحد”، ونبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب “التقدم والاشتراكية” حول تجربة أحزاب اليسار في المغرب. ودعت منيب الى وقفة نقدية لتجارب اليسار بالمغرب، وخاصة للأحزاب اليسارية التي شاركت في تجربة التناوب الحكومية( 1998-2002).
وأضافت منيب انه بهذه المراجعة النقدية يمكن لأحزاب اليسار أن تعود للواجهة، وتزيح قوى الإسلام السياسي التي استفادت من سياسة الدولة القائمة على التفقير والتجهيل ونشر ثقافة الطاعة العمياء. وأكدت منيب أن الشعب المغربي الذي منح للإسلام السياسي مليون ونصف مليون صوت، يمكن أن يمنح لأحزاب اليسار 3 ملايين صوت وأكثر إن هي نهضت وقامت بأدوارها. وانتقدت منيب بشكل ضمني تجربة ” التقدم والاشتراكية” في الحكومات المتعاقبة، قائلة ” كاينين ناس صادقين وغير فاسدين، لكن كان عليهم يحطو السوارت قبل ما يسيفطوهم”. كلام منيب لم يرق لنبيل بنعبد الله حيث رد عليها بنبرة قاسية، متهما حزبها أنه منذ 30 سنة وهو يردد نفس الكلام، ولكن مع ذلك لم يخض “التقدم والاشتراكية” في أخطائه وثغراته”. وأضاف بنعبد الله ” نحن هنا اليوم لنبحث عن نقاط مشتركة وليس لكي نعود إلى الماضي، وانتم بنفسكم لم تشاركوا في الحكومات فلماذا لا تحصلون على الأصوات، لذلك عليكم أن تتواضعوا لأن المغاربة الآن يبدون رفضهم لجميع الأحزاب”. ودافع بنعبد الله خلال الندوة عن تحالف حزبه مع ” البيجيدي” في 2011، مشيرا أن بنكيران كان له نفس مقاوم، واكبه حزبه وآزره، لكن نفس المقاومة في حكومة العثماني شبه منعدمة”، مضيفا “حاولنا أن نقاوم لكن وجدنا أنفسنا معزولين، وكانت هناك عدة أراء في الحزب تدعو للانسحاب من الحكومة، لكن الأغلبية اتجهت نحو تفضيل البقاء في حكومة العثماني”. كلام بنعبد الله ردت عليه منيب بالاشارة أن الزعيم بنسعيد ايت دير كان يشارك في الانتخابات، لكن رغم ذلك كان صوتا قويا داخل البرلمان، وهو من فضح معتقل تازمامارت. ودعت منيب أحزاب اليسار أن تبحث عن أرضية مشتركة حتى توقف العبث الذي يخطط له في 2021. من جانبه، أكد بنعبد الله أن حزب التقدم والاشتراكية لا تعوزه الجرأة للتحالف مع من يريد، مخاطبا منيب بالقول” لن تجدوا معنا اي إشكال على مستوى الجرأة، لكن المشكل ليس في الجرأة بحد ذاتها”. وقال بنعبد الله أن المشكل هو في ميزان القوى الذي انقلب، والذي نتج عنه دستور في واد وممارسة سياسية في واد اخر. وأكد بنعبد الله أن الحريات في المغرب اليوم مهددة، ومن الصعب الإدلاء برأي مخالف حتى في بعض القطاعات التدبيرية الحكومية التي أصبحت مقدسة. وختم بنعبد الله حديثه بالتأكيد على أن المغرب في حاجة إلى نفس ديمقراطي جديد لتوسيع فضاء الديمقراطية، مشددا على أن حزبه مستعد لخوض تجربة النقد مع كل من يريد ذلك.