كشف محمد الدرويش، رئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، اليوم الأربعاء 20 فبراير 2019، بالرباط، أرقاما صادمة حول واقع المنظومة الصحية ووضعية التكوين الطبي بالمغرب. وقال الدرويش، في ندوة وطنية حول قضايا التكوين والبحث بكليات الطب والصيدلة، إن عدد الأطباء في الطب العام بالمستشفيات المغربية لا يتجاوز 8500 طبيب، حوالي 4000 منهم يوجدون في القطاع الخاص. وفيما يخص الأطباء المتخصصين، أضاف الدرويش، في مداخلته بالندوة المنظمة في كلية الطب والصيدلة بالرباط، صباح اليوم، أن عدد الأطباء المتخصصين بالمغرب، وفق آخر الإحصاءات، هو في حدود 1500 طبيب متخصص، مسجلا أن نصف هؤلاء الأطباء المتخصصين يوجدون بالمستشفيات العمومية، فيما النصف الثاني، أي 750 طبيب متخصص، يمارسون في المستشفيات الخصوصية.
وذكر المتدخل ذاته، متحدثا عن نصيب المواطنين من الأطباء، أن المغرب يسجل نسبا بعيدة عن المعدلات العالمية، مشيرا إلى أن المنظومة الصحية بالمغرب لا توفر سوى ثمانية أطباء لما يناهز 10 آلاف مواطن مغربي. وعلى مستوى المراكز الاستشفائية المتوفرة في مختلف مناطق المغرب، أورد الدرويش أن هذه المراكز موزعة بالمغرب على نحو 4 مراكز بالنسبة لكل 10 آلاف مواطن، مؤكدا بأن هذه النسبة تبقى هزيلة جدا بالمقارنة مع المعدلات الدولية، ملفتا في نفس السياق أن عدد الأسرّة بالمستشفيات المغربية لا يتجاوز خمسة أسرّة لكل 10 آلاف مواطن. وبالنسبة لقطاع الصيدلة بالمغرب، استعرض المتحدث ذاته مجموعة من الأرقام الصادمة، مشيرا على سبيل المثال إلى أن نصيب المواطن المغربي من كل صيدلي لا يتعدى ثلاثة صيادلة لكل 10 آلاف مواطن، ما يشكل 9000 صيدلي في كل التراب الوطني. الدرويش، خلال حديثه بافتتاح الندوة، والتي شهدت حضور وزراء سابقين ومجموعة من المسؤولين، توقف أيضا عند الطب الشرعي المغربي، مستغربا الضعف الكبير المسجل على مستوى الأطباء الشرعيين بالمغرب، كاشفا أن نصيب المغاربة من هؤلاء الأطباء هو فقط 14 طبيبا شرعيا، أكثر من النصف يتركزون في مدينة الدارالبيضاء وحدها. وانتقد رئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين ضعف الميزانية المخصصة لقطاع الصحة بالمغرب، مستغربا كيف أنها لا تتجاوز 8% من ميزانية الدولة، في حين أن كل من تونس ولبنان والأردن والجزائر يخصصون ميزانية أعلى من ميزانية المغرب بخصوص المنظومة الصحية والاستشفائية. وبالنظر إلى ضعف ميزانية الدولة المخصصة للمنظومة الصحية المغربية، قال الدرويش إن واقع تكوين الطلاب الأطباء يعرف مشاكل كبيرة، في مقدمتها الاكتظاظ وقلة الإمكانات المخصصة للكليات الطبية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن هذا الواقع يدفع الطلاب الأطباء، عند وصولهم إلى السنة السادسة،إلى الشروع في تعلم اللغة الألمانية، وذلك من أجل استكمال التخصص بألمانيا والاشتغال فيها، مضيفا بأن ما يناهز 30 طبيب طالب يغادرون المغرب سنويا باتجاه ألمانيا.