تعتزم الأممالمتحدة عقد جولة محادثات جديدة في مارس تهدف إلى تسوية نزاع الصحراء المستمر منذ عقود، على الرغم من عدم تحقيق الجولة السابقة أي تقدم جدي، بحسب ما أعلن دبلوماسيون الثلاثاء. وقال مبعوث الأممالمتحدة الى الصحراء هورست كولر خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن إنه ينوي عقد اجتماع يضم الجزائر، وجبهة بوليساريو (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب) المدعومة من الجزائر، والمغرب وموريتانيا لمتابعة الاجتماعات التي عقدت في جنيف في ديسمبر. وكولر رئيس سابق لألمانيا تولّى مهامه كمبعوث أممي في 2017، وقد منحه المجلس “تأييدا بالإجماع” لمقاربته الحذرة والمتأنّية في جمع كافة أطراف المفاوضات، بحسب ما أعلن السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر بعد الاجتماع. وقال السفير الألماني كريستوف هويسغن “الجميع يتطلّع إلى الجولة المقبلة من المحادثات التي نتوقّع أن تجرى في مارس”، مضيفا “ما علينا فعله الآن هو تحقيق تقدم”. وفشلت وساطات الأممالمتحدة مرارا في التوصل إلى تسوية بشأن الصحراء، حيث خاضت المغرب وبوليساريو حروبا منذ العام 1975 حتى 1991. وخلال جولة المحادثات التي عقدت في ديسمبر تمسّك الطرفان بمواقفهما ولم يتّفقا إلا على عقد لقاء جديد مطلع 2019، لكنّ كولر أعلن أنه يمكن التوصّل لحل سلمي. وبعد تلك الجولة قال كولر إن “الحل السلمي ممكن لهذا النزاع. من خلال مناقشاتنا، يتضح لي أن لا أحد يستفيد من بقاء الوضع على ما هو عليه، وأعتقد اعتقادا راسخاً أن من مصلحة الجميع حل هذا النزاع”. وقال إنه “مسرور للغاية لإعلان التزام الوفود المحادثات”. وبعد الجلسة المغلقة لمجلس الأمن أطلع كولر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على خطّته. وقال المتحدّث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك “نحن نعالج في الصحراء الغربية قضية مزمنة”، وتابع “سيتطلّب الأمر عملا وافرا من جانبنا ومن جانب الأطراف المعنيين من أجل المضي قدما”. وقالت بوليساريو إنها اقترحت تبادل سجناء ونشر مراقبين لحقوق الإنسان في الصحراء، لكنّ طرحها لم يلقَ أي رد من الرباط. وقال سفير جنوب إفريقيا جيري ماتييلا إن كولر سيعقد في فبراير اجتماعات ثنائية مع جميع الفرقاء تحضيرا للجولة المقبلة، واصفا المساعي الدبلوماسية التي يقودها الرئيس الألماني السابق ب”الإيجابية جدا”.