أكد المشاركون في ندوة نظمت٬ أمس الاربعاء بأرفود٬ (60 كلم من الرشيدية) على الدور الذي اضطلعت به عبر التاريخ قبيلة "تجكانت" في نشر أصناف العلوم والمعرفة بالصحراء والساحل. وأبرز المشاركون خلال هذه الندوة المنظمة في إطار الملتقى الرابع للرابطة الدولية لقبيلة تجكانت٬ التراث التاريخي والعلمي والروحي الذي تزخر به هذه القبيلة ٬ مشيرين الى أن المتصفح لسيرة هذه القبيلة تستوقفه جدلية الابعاد العلمية والفقهية والسياسية٬ والتي شكلت اسهاماتها الفكرية آفاقا رحبة للتفكير والبحث٬ وذلك بالنظر الى تعدد الادوار التي اضطلعت بها والمتمثلة في الوظائف الروحية والدينية والاجتماعية والعلمية. وأبرزوا أن هذه الوظائف تتجسد بالخصوص في نشر العلم وترسيخ دعائم التصوف والدعوة الى الجهاد ونسج الروابط الروحية بين افراد القبيلة. وفي هذا الاطار٬ أكد عمر بنحماد ٬ رئيس شعبة الدراسات الاسلامية بجامعة مولاي اسماعيل بمكناس٬ في مداخلة له بعنوان " أهمية القبيلة في تنمية الروابط الروحية"٬ على أهمية رد الاعتبار لمفهوم النسب على اعتبار الاهمية التي يكتسيها في لحمة القبلية٬ مبرزا دور الروابط الروحية في نسج العلاقات الاجتماعية. بدوره أكد ادريس مولودي٬ رئيس المجلس العلمي المحلي بالرشيدية٬ في مداخلة حول " المحضرة كمحضن لتعلم القران الكريم " ٬ على دور قبلية تجكانت في العناية بالعلم وبنشره وبالدعوة الى الله والجهاد في سبيله٬ مبرزا دور المحاضر باعتبارها جامعات شعبية في تخريج كبار شيوخ القرآن وعلومه. ودعا في هذا الإطار إلى رد الاعتبار لهذه المحاضر وتطويرها حتى تواكب مستجدات العصر لما لها من وظائف فكرية وروحية. من جهته٬ أكد محمد الحفظاوي٬ أستاذ الدراسات الاسلامية بالكلية المتعددة التخصصات٬ في عرض له حول " مفهوم العلم في بنية القبيلة الصحراوية: قبيلة تجكانت نموذجا"٬ أن هذه القبيلة الصحراوية كانت معروفة ببعدها العلمي ونشر القيم الاخلاقية والعلمية في مواجهة الافكار الهدامة. وأبرز السيد الحفظاوي في هذا الإطار الوظائف العلمية التي قامت بها القبيلة والمتمثلة في استنبات المدارس وانتاج العلماء والحفاظ على الموروث الثقافي وعلى الانتماء الى الامة٬ داعيا إلى تفعيل الروابط القبلية في إطار التصور الإسلامي. أما محمد بنداهي٬ باحث موريتاني٬ فأبرز مساهمة العلماء التجكانيين في نشر العلم والثقافة بموريتانيا وغيرها من بلدان افريقيا جنوب الصحراء٬ مستعرضا الذخائر العلمية التي ألفها علماء قبيلة تجكانت والتي سارت بحديثها الركبان. وكان رئيس الرابطة الدولية لقبيلة تجكانت أبا حازم بويا قد أكد خلال الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى أن "قافلة الاخاء والسلام" تروم ربط صلة الرحم من العيون الى تافيلالت مرورا بعدة محطات لها علاقة بوجود افراد وقيادات تاريخية للقبيلة خلدوا اسمها ٬ وكذا التعريف بثقافة قبيلة تجكانت كرافد من روافد الثقافة المغربية. وأشار الى أن هذه القبيلة تعد من أكبر وأعرق قبائل الصحراء كما أن أفرادها والمنتسبين اليها يحملون جنسيات مختلفة من المغرب والجزائر وموريتانيا ومالي ودول جنوب الصحراء والمشرق العربي. ويتضمن برنامج هذا الملتقى٬ الذي ينظم على مدى يومين تحت شعار "قافلة الاخاء والسلام"٬ تنظيم ندوة مماثلة حول "الدبلوماسية الموازية لقبائل الصحراء في التقريب بين شعوب غرب إفريقيا .. قبيلة تجكانت نموذجا ". كما يتضمن البرنامج جولة سياحية لواحة تافيلالت وضريح مولاي علي الشريف بالريصاني والكثبان الرملية بمرزوكة? وأمسية شعرية وفنية ينشطها شعراء قبيلة تجكانت وفرق فولكلورية محلية.