.... يشتعل الغضب في البلاد يرتدي الرائي أناقة اللغة يسكب حبره من دمه يكابد أسئلة تحاصره أخرى ... ماجدوى الوطن إن لم يكن فكرة تكرس أجنحتها لتحلق على امتداد أراضيها ؟ ماجدوى العدل إن انحبست أصداؤه في عرس حناجري مسالم ؟ما جدوى التغيير إن لم يزرع في المكان حيوات معادة ، و يرسم بأقلام غير رصاصية ملامحا مطيعة لثنائيتي الكتابة و المحو ؟ بل ما جدوى الوجود إن استقظيت في البلاد جذوة الملاحم ثم خبت ؟ " بوذنيب" ايقونتنا التي انتقلت من صعيد السر إلى صعيد الجهر ، تعيش أياما كتلك التي تشي بالولادات الفارقة . إنه المخاض ب لازمنيته و لايقينيته .مخاض يعربد في الأحشاء ليترك بعد وجع وجرح امتدادا مشرفا و منمازا. "بوذنيب " وجهتنا . بكت كثيرا و اتكأت على أرصفة الموت قهرا و انتظارا ، لتعبر – و معها نحن – صراطها المختلف ، و تصنع وعيها الأنيق و الحضاري ، لا وهم الوعي . "بوذنيب "ناقوسنا الذي رن ، فلم يسمعه المقيمون و العابرون ...عفوا ، لقد سمعوه و استسلموا لعواصف الماقبل البائد .نسوا أن النسائم حين ترافقها الصرخات لا تثمر غير فل وياسمين ، أو بالأحرى ربيعا ما فتئ يكبر في الأرجاء . أيقونة و وجهة و ناقوس ،ثالوث تتداخل فيه الحدود و تتهشم على صخرته الفلاشات الإخبارية الهشة ،يغزل بعمق نخبوي و جماهيري ،و مهيأ لأن يخوض كل المعارك العادلة بنضج و رصانة ... 6 ماي 2012 محطة أخرى لاستكمال الإرادة ،عساها تكون القاضية .