الإعلام الإسباني يحول صور أطفال غزة إلى صحراويين أصيبوا برصاص مغربي أظهرت بعض وسائل الإعلام الإسبانية، وغيرها، تحاملاً على المغرب، وتزويراً للواقع الجغرافي على الأرض في مدينة العيون، معززة ما تنشر بصور تبدو مزورة، لا علاقة لها بأحداث كبرى مدن الصحراء الغربية، بل هي لجرحى فلسطينيين وقعوا ضحايا لرصاص وقذائف الجيش الإسرائيلي في الماضي، لكن هذه الوسائل تتلاعب بها. من الصور واحدة نشرت قبل يومين في معظم الصحف الإسبانية على أنها لطفلين صحراويين أصيبا بجروح من رصاص الشرطة المغربية في مدينة العيون هذا الأسبوع، في حين أنها لطفلين فلسطينيين أصيبا بجروح عام 2006 أثناء قصف إسرائيلي على غزة. وإحدى الصحف التي نشرت الصورة هي "إل باييس" الأوسع انتشاراً في إسبانيا، وقالت إنها لطفلين أصيبا بجروح في العيون وتتم معالجتهما في أحد المستشفيات، ووصفتهما بأنهما من ضحايا "قمع الأمن المغربي"، على حد تعبيرها. وكانت الصحيفة نشرت تحقيقاً عن أحداث مخيم العيون الخميس الماضي وأفردت له في موقعها على الإنترنت أيضاً شريطاً مصوراً تحت عنوان "أطباء يسعفون أطفالاً صحراويين جرحى"، لكن الصورة لطفلين في غزة أصيبا بجروح ورضوض عام 2006 خلال عملية عسكرية إسرائيلية، ومنشورة في أرشيف موقع "وورلد بروت أسّمبلي" قبل 4 سنوات.
ويقول موقع مغربي للأخبار بالفرنسية اسمه BigBrother.ma إنه تابع صوراً وأشرطة فيديو بثتها خلال الأسبوع الجاري وسائل إعلام أوروبية، وإسبانية بشكل خاص، ووجد بعضها منشوراً أيضاً في موقع على الإنترنت تابع لجمعية فرنسية مساندة للانفصاليين الصحراويين، وهذه الجمعية تابعة بدورها لجمعية إسبانية مساندة للانفصاليين أيضاً واسمها "صحراء ثورة"، وفي قسم منها تحت عنوان "ضحايا قوات الأمن المغربية" يمكن العثور على الصورة منشورة أيضاً. كما أن الصورة نفسها منشورة في موقع البوليساريو الرسمي تحت عنوان "حتى الأطفال لم يسلموا من المجزرة المغربية". وكان موقع للأخبار اسمه "أندلس برس" اتصل بمسؤولة قسم التصوير في وكالة "إفي" الإسبانية للأنباء، واسمها روساريو بونس، ليسألها عن الصورة. ومن الاتصال اتضح أن صحفاً إسبانية عزت مصدرها إلى "إفي"، فيما عزتها صحف أخرى لوكالة "رويترز"، وأخرى من دون مصدر أيضاً. وقالت روساريو إنه ليس لوكالة "إفي" أي مصور بمدينة العيون، في إشارة منها أن الوكالة ليست مصدر الصورة. مع ذلك اعترفت بأن الوكالة قامت بتغطية الأحداث الأخيرة في العيون على مستوى الصور بتحميل مواد مصورة من مواقع إلكترونية ومدونات الشخصية لما سمتهم ب"نشطاء صحراويين"، على حد تعبيرها. وقد اتصلت "العربية.نت" بإدارة التحرير في صحيفة "إل باييس" فذكرت المتحدثة باسمها، وهي سكرتيرة التحرير العام روزي رودريغز، "أن الصورة المنشورة في تحقيق الصحيفة يوم الخميس الماضي هي فعلاً لطفلين فلسطينيين، وبثتها وكالة رويترز لمشتركيها، من صحف وتلفزيونات وإذاعات، يوم 21 يونيو/ حزيران 2006، إلا أن نشرها الخميس الماضي على أنها لطفلين صحراويين أصيبا بجروح من عناصر في الشرطة المغربية بمدينة العيون كان خطأ من الصحيفة، وأن إل باييس تعتذر لقرائها ولمن اطلع على الصورة ونشرت للحال تبريراً مرفقاً باعتذار عبر موقعها على الإنترنت"، بحسب تعبير رودريغز عبر الهاتف من مدريد. وقالت رودريغز إن "إل باييس لم تكن وحدها التي وقعت في الخطأ، فمعظم الصحف المحلية (الإسبانية) نشرت الصورة التي التقطها المصور الفلسطيني إبراهيم أبو مصطفى لعملية تضميد طفلين فلسطينيين في غزة أصيبا بشظايا من صاروخ أطلقته مقاتلة إسرائيلية في 21 يونيو/ حزيران 2006، وأن الأمر التبس على إل باييس التي تتحمل كل المسؤولية عن هذا الخطأ غير المقصود، وقد أعلمت به كافة الجهات المختصة في إسبانيا والمغرب".