« عيشة مولات المرجة » ( سيدة المستنقعات ) كما تصفها الاغنية الشعبية الذائعة الصيت و لها من الألقاب « لالة عيشة » او« عيشة السودانية » او « عيشة الكناوية » حتى لقبها الغريب والمخيف: « قنديشة » الذي يجر النطق به لعنة غامضة. بالنسبة إلى الانثربولوجي الفنلندي (وستر مارك) الذي درس اسطورتها بعمق فيرى أن الأمر يتعلق باستمرار لمعتقدات تعبدية قديمة، ويربط بين هذه الجنية المهابة الجانب (عشتار) الهة الحب القديمة التي كانت مقدسة لدى شعوب البحر الابيض المتوسط وبلاد الرافدين من القرطاجيين و الفينقيين والكنعانيين، حيث كانوا يقيمون على شرفها طقوسا للدعارة المقدسة، وربما ايضا تكون « عيشة قنديشة » هي ملكة السماء عند الساميين القدامى اعتقدوا قبلنا انها تسكن العيون والانهار والبحار والمناطق الرطبة بشكل عام. حقيقتها عايشة قنديشة هي امراة مجاهدة عاشت في القرن 15 و سماها البرتغاليون بعايشة كونديشة او ( contessa ) أي الأميرة عايشة. و قد تعاونت مع الجيش المغربي آنداك لمحاربة البرتغاليين الدين قتلوا أهلها لما أظهرته من مهارة و شجاعة في القتال حتى ظن البعض و على رأسهم الرتغاليون أنها ليست بشرا و انما جنية . و قد استمر هدا الإعتفاد سائدا في المغرب إلى يومنا هدا . بروايات تابتة يقال انها كانت امرأة فاتنة وكانت تغري الجنود البرتغاليين وتاخدهم لوكر المجاهدين ويتم قتلهم ماهو التصور الذي يحمله المغاربة عن ( عيشة قنديشة )؟؟ - تارة يتم تصويرها في شكل ساحرة عجوز شمطاء وحاسدة تقضي جل وقتها في حبك الألاعيب لتفريق الازواج وتارة اخرى تأخذ شبها قريبا من « بغلة الروضة » (بغلة المقبرة) فتبدو مثل امرأة فاتنة الجمال تخفي خلف ملابسها نهدين متدليين وقدمين تشبهان حوافر الماعز او الجمال او البغال (بحسب المناطق المغربية). وكل من تقوده الصدفة في اماكن تواجدها تغريه فينقاد خلفها فاقد الادراك إلى حيث مخبؤها من دون ان يستطيع المقاومة وهناك تلتهمه بلا رحمة، بعد ان يضاجعها لتطفئ نار جوعها الدائم للحم ودم البشر. والطريف في تداول الاسطورة ان تأثيرها لا ينحصر في اوساط العامة فقد كتب عالم الاجتماع المغربي الراحل (بول باسكون) في (اساطير ومعتقدات من المغرب) يحكي كيف ان استاذا اوروبيا للفلسفة في احدى الجامعات المغربية كان يهيِّئ بحثا حول « عيشة قنديشة » قد وجد نفسه مضطرا إلى حرق كل ما كتبه حولها وايقاف بحثه ثم مغادرة المغرب، بعدما تعرض لحوادث عدة غامضة ومتلاحقة