الحديث اليوم عن حذف مادة الفلسفة من مقررات مواد التعليم التقني، لم يفاجئني، صحيح أنه حديث ضروري بسبب هذا القرار الغبي، لكّن لنواجه الأمر بصراحة هل الفلسفة التي تدرّس اليوم فلسفة؟ هل يساعد مقرّر تدريسها من يدرسها على تقديم مادة تليق بالفلسفة، الأستاذ نفسه درس في نفس المقرر الذي يمنع شيء جوهريا في الفلسفة وهو التفكير، فكيف سيدرس حرية التفكير؟ الفلسفة حتى وإن تُركت في مقررات أخرى فهي ليست فلسفة على الاطلاق. وغير الفلسفة فأغلب أساتذة الفنون التشكيلية لا يدرّسون المادة لأنها لم تعد تدرّس أغلبهم تم الحاقه بالإدارة، تخيل أن تكون أستاذا للفنون فتصير إداريا أن تصبح حارسا عاما أي أن تصير مشاركا في المقاربة الأمنية التي كنت ضدها عبر تدريس الفن، هذه قمّة الاساءة إلى الفن، ونفس الشيء حصل مع مادة الموسيقى. في غير المدن هناك تلاميذ أخبروني أنهم لم يشاهدوا في حياتهم شيء يسمى فيلما ! لم يسبق لهم أن لمسوا أو حتى عاينوا عن قرب آلة موسيقية، أول ما يتميز به هؤلاء أن اختياراتهم دائما تميل إلى العنف، المدرسة المغربية لم تعد مدرسة بل أصبحت مكانا لتعليم الإنسان كيف يصير خروفا.