لطالما ضبطتني والدتي وأنا أغير ملامح وجهي استتقاصا من تصرف أخي أو جلبا لتسلية كأن أغمض عينا وأبقي على الأخرى جاحظة وأدفع بأسناني إلى الأمام وأجعل فمي معوجا ، أو أتقمص حالة معاق في مشيته و كلامه فتنهرني بشدة محذرة من أمر خطير قد يقع لي فجأة إن أنا أدمنت على القيام بذلك وهو أن الله سيجعلني على تلك الحالة مدى الحياة . أستحضر هول الفاجعة المرتقبة ، أتسلل خفية إلى مرآة الحمام ، أنظر مليا إلى وجهي الوسيم ثم أغير ملامح وجهي فأتأمل البشاعة التي طرأت عليه وكيف لي أن أحيى بين الناس بهذا الوجه إذا انتقم الله مني ، ومن هذه الفتاة التي ستقبل الزواج بي وكيف ستكون علاقاتي مع أقراني ، ألعن الشيطان الرجيم الذي يدفعني إلى القيام بذاك الفعل المشين ، أغسل وجهي جيدا وكأني أزيل عنه الدرن ، أقبل رأس أمي وأعدها بألا أرتكب تلك الحماقة مجددا . بعد يوم أو يومين أقوم بنفس الفعل فتقوم والدتي بنفس النهر والتحذير ، فأتوب وهكذا حتى اشتد عودي . لقد تعلمت والدتي التربية من السماء .