لسْتِ بعاشقة إن لم تَقُمي الليل أكثرَ أو قليلا تَتْلُوِين ديوانَ العشق وتُرتِّلين آياتِه تريلا دَعِي القلبَ يبوح فصوتُه رعشةُ الرُّوحِ ونواحُ النَّاي صداه هو العذب الجميل السلسبيل له في الأماسي تسبيح الملائكة وفي الأصباح صلاة الأنبياء آهٍ يا امرأةً من حفيف الربيع بين قلبك والبحر فراًسخ من غابات الأشواق وبين الكلام والصمت جِسْرِ من الأشواك فاتركي للبحر هديره وانثري غبار الصمت في القصر المسكون بالدخان والماسات المزيفة ليس لك الآن إلا صوتك الهائم في المغارات يبحث عن ملاك يحمله إلى السَّماء أو يبذره في مروج القديسين آه لو أنَّكِ تكسرين مرايا الماضي وتصوغين من شظاياها ذاكرة الماء حتى لاتنسى العصافير تغرديها في أنات السواقي ولاتنسى الفراشات أسرارها الملونة في الغيضات البنفسجية لأزهار الخزامى هو ذَا زمانك يلاحق وثبات الغيوم هدهديه بين دراعيك ورشيه بحبات الأرز وشوشي في أذنيه بصوتك الشجي عمِّدِيه بماء النبيذ في ميلاده الجديد هذا هو الحبيب الذي به سُرِرْتِ و طفلُك الذي كُنْتِهِ أنْتِ يوم هزَّتْكِ النَّخلةُ فتساقطت عليك واحاتُ السَّراب