كم كان يثير إعجابي اهتمام أبي الزائد بتدقيق الساعة،وكم كان يغضب إن عبثنا بعقارب ساعة الحائط ،أما ساعة اليد فكم كنت أحبها في يده،وكنت أتعمد لمسها،وكنت أعشق نظراته الخاطفة ليده ليطمئن على ساعته......... فجأة فقد اهتمامه وعشقه لساعته، لم يعد يهمه ضبطها، لم يعد يسأل عن من غير مكانها ،أصبحت الساعة لا تعنيه ...ترى ماذا حدث لرجل كان دقيقا في مواعيده،حريصا على الأوقات ،ماذاحدث .... وسط حيرتي تقدمت نحوه، وبلطف سألته ،عن سبب فتورولعه بالساعة، دام صمته مدة حتى تخيل لي ،أنه انزعج من سؤالي،هممت بفتح فمي لأعتذر ،وإذا بي أسمع جوابا وكأنه نهر من عسل،رحمة ورضى من شفاه أبي قال لي ..من كنت أهتم بمواعيدهم قد كبروا،من كنت أخاف على توقيتهم أصبحوا يهتمون بتوقيت دوائ،من كنت أضبط ساعة الحائط لأجلهم أصبح لهم بيتا خاصا لهم ،ولعي كان بكم وخوفي كان عليكم وحياتي طعم جمالها كان ولازال أنتم ... قبلت يديه وقلبي يرقص فرحا ...كل ذاك الغضب والاهتمام من أجلنا ،كيف تناسيت أني كنت أصل إلى المدرسة في الموعد رغم صغري، كيف نسيت أني كنت أضبط ساعة رجوعك من العمل رغم حداثة سني .كيف أوفيك حقك،وأنت اللذي أعطيتنا كل شيئ،أحببتنا في صمتك وجهرك، أخلصت لنا في شبابك وكبرك ،أحبك أبي ومن هذا المنبر أهديك أجمل العبارات،وأخلص المتمنيات لك بالصحة والهناء.