مدينة مغربية ... عشقها عالم فلك و عالم رياضيات ، هو فقيه و فيلسوف ، و مؤسس علم الاجتماع ، إنه ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن ، و الذي اشتهر في التاريخ باسم " ابن خلدون " ، و له ملف عنوانه " مقدمة ابن خلدون " زار هاته المدينة و كان يحبها و يرتاح لها . كما اشتهرت بمعركة وقعت على أراضيها ، معركة الملوك الثلاثة او معركة وادي المخازن . يمكننا ان نلجها من مدخلين ، إما من جهة الغرب عن طريق جماعة زوادة ، أو شمالا عن طريق جماعة أولاد أوشيح .. إنها مدينة القصر الكبير ... من أبناء هدة المدينة ، أحد المكافحين و المدافعين عن استقلال المغرب ... و هو من رموز الوطنية هناك ، سيدي عبد السلام البدوي ، زوج للا عائشة ، إذ كانت ثمرة زواجهما بحي الشريعة ، ولد سمياه جهاد ، في مراهقته ، كان يجمع التسجيلات للروائع الموسيقية الغربية و العربية و الشعبية المغربية ، خاصة التقاسيم و الموسيقى الصامته... لو قرأ جهاد أني دونت الموسيقى الصامته ، لعاتبني و صحح لي ، أنه ليست هناك موسيقى صامتة ، و إلا ما كانت موسيقى ... و هذا المصطلح هو خطأ و الأصح أن الموسيقى التي تعزف دون شعر و لا كلمات و لا غناء ، تسمى علميا " الموسيقى الآلية " و ليس الصامتة ، أضحت له كذلك مكتبة زاخرة بالموسيقى الممزوجة بالثقافات .. ولج المعهد الموسيقي ، و درس الصولفيج و العلوم الموسيقية و الطرب الأندلسي و آلة العود لدى كبار الموسيقيين ، نذكر منهم الفنان الراحل الحاج عبد السلام السبيطي ... عشق جهاد آلة العود ، فقرر أن يجاهر بحثا عن كنوزها لدى أساتذه مخضرمين ... و تنقل من مدينة إلى أخرى ، حتى حط الرحال بمدينة طنجة لدى الموسيقار الراحل محمد البوعناني ... و تلقى منه فوائد جمة كذلك . كان جهاد البدوي عازفا ماهرا على آلة الكمان في عدة أجواق عصرية و أندلسية ، ثم عانق من جديد آلته المحببة العود ، و على على الجائزة الأولى فيها آلة ، و كذا الجائزة الشرفية . و آلة العود الموسيقية ، تعد من الآلات الضاربة في التاريك ، و قيل أنها منذ عهد نبي الله عبد الغفار الذي تم ذكره في القرآن الكريم باسم نوح ، و في شمال سوريا وجد باحثو الآثار نقوشا حجرية لنسوة يعزفن على العود يعود تاريخها ، بعد البحث و التحليل ، إلى 5000 سنة ... نعود للفنان المبدع جهاد البدوي ، إذ تولى مهمة التدريس بالمعهد الموسيقي بالقصر الكبير ، و اكتسب مكانة مرموقة ، .. عدة فرق و ساهم في تأسيس أخرى ، و اجتهد جهاد البدوي في التأليف لآلة العود دون شعر و لا كلمات ، اعتمد في ألحانه على التنوع الموسيقي الفني الذي يزخر به المغرب ، من المقام " الشكوري " الذي كان يستخدمه غالبا اليهود المغاربة في الأغاني الشعبية و صولا إلى الفلكلور المغربي و التراث الأصيل في الأندلسي و الغرناطي و العصري و الكلاسيكي ... و ينكب حاليا الفنان جهاد البدوي على إعداد مشروع فني ممزوج بالثقافة الموسيقية داخل موسيقى عود دي قرص مدمج " سي دي " ... عنوانه " خلي العود إغني " ... أسس مجموعة العود و أحياها سنة 2003 و شاركت في الأمسية الأولى لآلة العود بالقصر الكبير ... بعدما حقق الحلم الذي كان يراوده منذ القديم ، فأسس بمعية بعض المهتمتن جمعية عود للموسيقى و الإبداع ... و نظمت الجمعية دورتين ناجحتين لأمسية عود بنجاح باهر في سنتي 2011 2012 .... اعد جهاد البدوى الموسيقى التصويرية لعدة أفلام سينمائية و تلفزية .. و نلتقي . * عن عمود المستور في الفن ... جريدة طنجة