تتميز مدينة القصر الكبير بغزارة الحرف التقليدية و حرفة الدباغة و احدة منها،ترتكز بما يعرف دار الدباغ بحي الديوان.و القصر الكبير من المدن القليلة بالمغرب التي تتوفر على دار لدباغة الجلود(دبغ جلود الأنعام بعد ذبحها، لتصنع منها الملابس والأحذية... )، وهي تؤرخ للنشاط الاقتصادي للمدينة، كما تعتبر حاضنة للموروث الثقافي الشعبي وذلك عن طريق ارتباطها بمجموعة من الأساطير الشعبية ذات مدلولات روحية وسياسية وثقافية واجتماعية... كانت صهاريج دار الدباغ في بداية لأمر عبارة عن أواني فخارية يطلق عليها الصناع “بالقلال” أو “بالقصاري“، وقد كان يحفر لها في الأرض على عمق متر تقريبا، ومع مرور الوقت وازدياد الضغط عليها إما بواسطة ثقل المياه والجلود التي كانت توضع بداخلها من جهة، أو كثرة الاستعمال من جهة أخرى، أدى إلى انغراسها في الأرض أكثر، مما اضطر الصناع إلى إنشاء بعض الزيادات على حوافها، إما بواسطة أحجار أو الآجور لمنع دخول الأتربة والبقايا المحيطة بالصهريج، إضافة إلى استعمال مواد أخرى في لصق الحجر ببعضه دون أن تؤثر عليها المياه أثناء عملية الدبغ، إن هذه المواد تؤرخ لحقبة تاريخية معينة ونمط في البناء قديم وخاص جدا. وتختلف هذه الصهاريج من حيث الحجم والعمق وأيضا من حيث العمر. كما أن هذه الأواني الفخارية تؤرخ لحقب مختلفة من تاريخ صناعة الجلود بالقصر الكبير. عن بوابة الشمال للسياحة المزيد من الصور في هذا الموضوع : صور دار الدباغ حصريا