“وكما عهدناها فإن شمس الضحى لا تتوقف عن البحث لإيجاد فكرة او اسلوب يرضيها”(الناقد والفنان التشكيلي شفيق الزكاري). تعد حاضرة القصر الكبير منارة ثقافية بامتياز، فقد جلبت إليها الانظار وحطت بها الرحال لماذاع عنها من ذكر وصيت في مجال العلم والمعرفة والفقه والتصوف والإبداع في شتى فروعه في مشارق الأرض ومغاربها. والمرأة القصرية اثبتت جدارتها وضاهت أخاها الرجل في مضمار الفن والتشكيل. فهاهي شمس الضحى اطاع الله بنت القصر الكبير تمثل الريادة في الفن التشكيلي ان على المستوى المحلي او المستوى الوطني إذ التحقت بمدرسة الفنون الجميلة بتطوان 1956ابان استقلال المغرب رغبة منها في تكسير قيود العرف الذي يحرم الفتاة من الانطلاق إلى التعلم والمشاركة في الحياة العامة وتناغما مع الأجواء الجديدة في مغرب بعد الاستقلال حيث إقبال الفتيات على المدارس من أجل التعلم والتأهيل وإثبات الذات. تعلمت شمس الضحى على يد فنانين اسبان بادارة ماريانو برتوتشي ومع زملاء تذكر منهم عبد السلام موريس والمكي مورسيا. وفي 1960تخرجت من المدرسة المذكورة لتبصم على موهبتها بريشة الإبداع والتميز بحصولها على شهادة التخرج وفي نفس السنة ستقيم معرضا بالعرائش تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة لا قى صدى طيبا واستحسان الجمهور الذي اقبل على شراء لوحاتها والبالغ عددها ثماني وعشرين لوحة تبرعت بقيمتها المادية لضحايا زلزال أكادير. والتيمة التي ظلت تشتغل عليها هي طقوس الاعراس ومراسيم الخطوبة في الشمال من لباس، وحناء وحلي ومجوهرات واجواق نسوية وفرق فكلورية ورياش راصدة لمختلف التحولات في سيرورة زمنية طويلة . اظطرت فنانتنا للسفر مع زوجها الدبلوماسي محمد العربي الخطابي نحو أسبانيا وهناك بمدريد ستقبل على التكوين وستقيم ثلاتة معارض للتعريف بتاريخ وأصول الحضارة المغربية التي تتقاطع مع الحضارة الأندلسية في كثير من المظاهر المشتركة. ومرة أخرى ستسافر مع زوجها الي جنيف 1965م وستلتحق بمدرسة الفنون الجميلة قسم الديكور لكن ظروف عمل زوجها لم تسعفها لاتمام دراستها إذ عادت الي ارض الوطن لتلتحق بمركز ارتيك ولتتردد على مراسم واوراش فنانين أجانب للاستفاذةواغناء تجربتها لا من حيث الألوان والتقنيات ولا من حيث التيمات ذلك انها ابدا تبحث عن الجديد بعيدا عن كل ماهومكرس و نمطي واكاديمي فمرة رأت الأشجار وعلى لحائهااثر الحشرات فالتقطت صورا لها وانكبت على رسم لوحات تحتفي بالطبيعة في علاقتها بالإنسان وتدعو من خلالها الي الاعتناء بها لاهميتها في حياة الإنسان. تأثرت شمس الضحى بفنانين كبار أمثال بيكاسو وكغويا ومحمد بن يسف وسعد السفاج. وحاليا تمضي وقتها في مرسمها بمنزلهاتبدع لوحات تستشرف من خلالها افقا جديدا للابداع وفي حديقتها تتعهدها بالرعاية والعناية. أعانها الله وبمزيد من الابداع