على شاكلة برنامج كوميديا الذي ثبته القناة الأولى مرة في سنة، في سيناريو هزلي يهدف إلى اكتشاف المواهب في المجال، بعض أن أضحى الضحك عملة نادرة في مجتمعنا، تمر انتدابات الرجاء هذه الأيام. مرشحون قادمون وآخرون ذاهبون، مع ما يكلفه ذلك من مصاريف، حتى أضحى مركب الوازيس، قبلة للعاطلين من لاعبي كرة من جميع الجنسيات الألمانية والكامرونية والسنغالية والكونغولية وهلم جرا... و المضحك في الموضوع أنه لا يوجد من بين هؤلاء لاعب محلي، تمنح له فرصة الاختبار لولوج القلعة الخضراء. يقولون إن المدرب لم يقتنع بأي أحد من هؤلاء، كما أنه لم يقتنع من قبل بالدولي الأولمبي السابق صلاح الدين السباعي بعد شهرين من الاختبارات، وربما رفض هداف الدوري الإيفواري ذا 24 ربيعا لأسباب يعرفها هو شخصيا... هناك احتمالان لا ثالث لهما في مثل حال الرجاء، فإما أن اختباراته صعبة للغاية، لم يفلح أحد في اجتيازها، وفي هذه الحالة علينا أن نهنئ الطاقم التقني على حرصه على مصلحة الفريق، وإما أن اللاعبين الذين يخضعون للتجربة دون المستوى، وفي هذه الحالة على الرجاء وقف التعامل مع بعض وكلاء اللاعبين، الذي يستغلون ظروفه لتمرير بضاعتهم الفاسدة... الواقع أن كلا الاحتمالين بعيد عن الحقيقة، ولا يعكس بتاتا ما يتخبط فيه حامل اللقب من مشاكل تدبيرية على المستويين الرياضي والمالي، وبدل بيع الأوهام في سوق الانتقالات الشتوية، على المسؤولين أن يتحلوا بالشجاعة ويكشفوا للجمهور وضعية الفريق المالية، والتي لا تسمح حتى بصرف مستحقات اللاعبين العالقة، فبالأحرى تعزيز صفوفهم بمن هو أفضل وأقوى منهم، وقادر على تقديم الإضافة، لفريق مطالب بالدفاع عن لقبه، ومقبل على المشاركة في عصبة الأبطال... اللاعبون الذين يطالب بهم جمهور الرجاء ليسوا بالضرورة من جنسيات مختلفة، أو منتهية عقودهم مع أندية أخرى، وإنما هم محليون قادرون على إعادة سكة الرجاء إلى الألقاب، وما أكثرهم في هذه الأيام... للموسم الثاني على التوالي تغيب الإستراتيجية عن مخططات الرجاء، ويحل محلها التدبير العشوائي للمرحلة، هروبا من ضغط الجمهور وغضب المنخرطين، وهو حل سيعيد لا محالة سيناريو الموسم الماضي في المنافسة القارية. قيل الكثير حول الانسحاب المفاجئ للإطار الوطني محمد فاخر أياما قليلة قبل انطلاق المنافسة القارية، واتهمه البعض بالأنانية والجبن، وجرده البعض الآخر من "رجاويته"، لكن يتأكد اليوم بما لا يدع مجالا للشك، أن أي مدرب يحترم تاريخه وسيرته الذاتية سيرفض أن يشتغل مع مسيرين همهم الوحيد هو الفوز في مباراة الأحد، مهما كانت الوسيلة، كما حدث أمام المغرب التطواني الأسبوع الماضي.