طالب محمد قاسي السعيد، نجم المنتخب الجزائري في الثمانينيات، حكومة بلاده بالتحقيق فيما يسميه احتمال إجبار لاعبي الفريق على تناول المنشطات. وحقق المنتخب الجزائري أفضل نتائجه على الإطلاق في الفترة ما بين 1980 و1990، حيث تأهل مرتين إلى نهائيات كأس العالم في عامي 1982 و1986 . كما نال لقبه الوحيد في كأس أمم أفريقيا وذلك عام 1990 بعدما خسر نهائي بطولة 1980، وأحرز المركز الرابع عام 1982 ثم المركز الثالث في بطولتي 1984 و1988 . وقال قاسي السعيد الذي خاض نحو 80 مباراة مع المنتخب في الفترة ما بين عامي 1980 إلى 1988، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه يخشى من أن يكون هو وزملاؤه قد تحولوا في تلك الفترة لفئران تجارب لأدوية كانت توصف لهم لكنها في الأصل ربما منشطات حقيقية. وأكد قاسي السعيد أن شك كبير راوده منذ أن أنجب طفلة معوقة، وهو نفس الموقف الذي تعرض له بعض زملائه في المنتخب آنذاك منهم محمد شعيب المدرب المساعد لعبد الحق بن شيخة المدير الفني السابق للمنتخب الجزائري، والذي أنجب بثلاث بنات معوقات توفيت إحداهن. وقال: "أنا مؤمن بالقضاء والقدر، لكن أن تتكرر نفس الحادثة مع عدد من زملائي، فذلك أمر مثير للدهشة والتساؤل. أنا لا أستبعد أيضا أن يكون رياضيين آخرين تعرضوا وأولادهم لأمراض خطيرة أو أصيب بعضهم بالعقم بفعل ما كانوا يتناولونه أثناء المعسكرات والتدريبات. وأضاف: "لا أشك أننا كنا مختبر تجارب لأطباء أوروبا الشرقية الذين كانوا يزاولون عملهم بعيدا عن المراقبة. وشهدت الجزائر أول حالة تناول للمنشطات خلال أولمبياد لوس أنجليس عام 1984، اتهم فيها الرباع طالبي الذي أقام معسكرا تحضيريا ببلغاريا سبق دخوله المنافسة الرسمية. ودافع الاتحاد الجزائري لرفع الأثقال آنذاك عن طالبي واتهم ضمنيا طاقمه التدريبي البلغاري الجنسية. وقال قاسي السعيد: "يتعين على الدولة اليوم أن تتحمل مسئولياتها، يجب أن تفتح تحقيقا عن طريق الجهات المختصة. نحن نعاني في صمت منذ 26 عاما وأظن أنه حان الوقت لكشف الحقيقة للتخفيف من وطأة ما نقاسيه حتى اليوم". وينفي رشيد حنيفي رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، والذي كان عضوا ضمن الجهاز الطبي للمنتخب الجزائري الأول مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، أن يكون قد وصف هو أو غيره منشطات للاعبين مؤكدا أن الجهاز الطبي كان يمنحهم فيتامينات حسب الحاجة. غير أن مسؤول سابق في اتحاد كرة اليد رفض الإفصاح عن هويته لم يستبعد وجود حالات أخرى لتناول المنشطات في الفترة السابقة مشيرا إلى أن تساؤلات اللاعب محمد قاسي السعيد تستحق الدراسة والوقوف عندها.