رفض الحكم الرئيسي انطلاق مباراة بكرة قدم بين فريقين في دوري السيدات في فرنسا وذلك بسبب ارتداء لاعبة من أحد الفريقين للحجاب. وقرر الفريق الذي يضم اللاعبة "المختلفة" بحسب رأي الحكم إجراء عملية تبديل "اضطرارية" قبل أن يعطي صافرة الانطلاق ويسمح بركلة البداية. واضطرت اللاعبة صاحبة الحجاب إلى الجلوس على مقاعد البدلاء، بعدما رفضت التخلي عن حجابها من أجل ضمان المشاركة كلاعبة أساسية في الفريق. وتأتي هذه القضية بعد أن وافق "الفيفا" على ارتداء اللاعبات المسلمات للحجاب خلال المسابقات التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم، غير أن هذا القرار في فرنسا ما يزال خلف الضوء الأحمر. ويعاني الإسلام من "اضطهاد" مباشر وغير مباشر خارج العالم العربي، غير أن أحواله ليست على ما يرام حتى في الداخل. وبعدما نجحت الثورات العربية فيما يسمى الربيع العربي، في إزاحة كراسي الظلم والاستبداد في أكثر من بلد عربي، وجلبت بعض الانتخابات الشرعية الديمقراطية إسلاميين للحكم، بدأ الليبراليون الباحثون عن السلطة في استغلال مخاوف الناس من كبت في الحريات الدينية لمحاربة الواقع الجديد. وكما يحدث في الوطن العربي يحدث في أوروبا، فهناك من يستغل مخاوف الناس من انتشار واسع لمفهوم الاحتشام، وكبت حرية التعري لمحاربة الحجاب في الرياضة. فإذا كانت كرة القدم خصوصا والرياضة عموما غير قادرة على جلب الأمان للاعبة ترغب بالاحتشام، من واقع الحرية الشخصية، وذلك بحجة القوانين المرعية في الرياضة، فلماذا يسمح لأخريات بالتعري ونزع الملابس الرياضة أمام كاميرات المصورين.