(كوورة بريس) لاشك أن المتتبع للكان الأخير والمقام على ملاعب غينيا الاستوائية ، سيلاحظ تدني مستوى معظم الفرق التي تعرف بقوتها ونديتها وصلابتها في الساحة المحلية ، منتخبات كالكوديفوار والكاميرون وغانا..... غاب عنها بريقها المعهود في هذا الكان ، وأصبحت تقدم منتوج كروي لا يختلف عن نظيرتها المغمورة ، غياب الجانب الفني للاعبين وتركيز على النتيجة جعل جميع المنتخبات بفرص متكافئة في مرحلة المجموعات . منتخبات تونس والجزائر علقت على حالة أرضية الملعب فيما عانت منتخبات أخرى من مشاكل التنقل والإقامة إلى غير ذلك ،هو كان بطابع المعاناة وهو شيء طبيعي ومنتظر ، نظرا لفترة الاستعداد التي حظي بها البلد المحتضن والتي لم تتجاوز الشهرين وذلك بعد ر فض المغرب تنظيم هذه المنافسة في وقتها وطلب تأجيلها إلى غاية 2016 بسبب الخوف من تنقل مرض ايبولا المنتشر في غرب إفريقيا . تأجيل ورفض لم يتفاعل معه الجهاز المنظم للمنافسة وراح يبحث عن من سيستقبل هذه الكان في نسختها الثلاثين ، دول إفريقيا لم ترحب بالفكرة نظرا لقصر مدة الاستعداد لاحتضان هذه التظاهرة ، إلا أن قوة اقتصادية في طريقها للقمة رحبت بالفكرة ووافقت على تنظيم هاته النسخة التعيسة . السؤال الذي يطرح هنا هو ما الغاية من هذه الكأس إن كانت ستنظم في أسوأ حالاتها ؟ هو سؤال يطرح نفسه أكثر من مرة على السيد رئيس الكاف ، فإن كان الهدف وكما تقول دائما هو تطوير اللعبة في إفريقيا و الانتقال من الهواية إلى الاحتراف وكذا مجابهة الكرة الأوربية والامريكو لاتينية . فما ذلك الذي يحدث في ملاعب غينيا الاستوائية ؟ الكرة الإفريقية تمتلك من المؤهلات ما يؤهلها لكي تعتلي مراكز أحسن مما هي عليها حاليا ، إلا إن جهازا ما يعطلها يعطل مسارها يعطل رهاناتها يعطل ثقافة الكرة في مجمعات إفريقيا . ما الذي كان سيحدث إن تم تأجيل كأس إفريقيا الى غاية 2016 ؟ وأي توافق هذا بين جهاز الكاف ؟ توافق جميع مكونات الكاف في مدة زمنية وجيزة على قرار نقل الكان من المغرب إلى دولة أخرى ، يحيلنا على قضية ما مدى شورية القرار وديمقراطيته أم أن القرار كان بأمر من مالك الكاف وحده حياتو من قرر ذلك .. فالمغرب كان واضحا وضوح الابيض في الأسود وطلب التأجيل بدل الرفض ، أما عجوز جهاز إفريقيا فكر سريعا ولوح إلى مسؤولية المغرب ثم طار رفقة جهازه لتداول إمكانية تنظيمه في غينيا . سرعة في تداول القرارات وانفرد بسلطة لا تعرف مصطلح الاختلاف في معجمها الذي بات أمر استهدافه أمرا مطلوبا ، خصوصا وان السيد عمر في منصبه لأزيد من ربع قرن ، وهو الذي كان لاعبا هاويا بمنتخب السلة الكاميروني لتأخذه المناصب إلى قمة الجهاز الكروي الكاميروني . ومن بعد ذلك تم الدفع به نحو قمة الكاف سنة 1988بالمغرب ، ليسهر ومنذ ذلك الوقت على ملف تطوير المستديرة عبر مجموع الدول التي تعرف طريقها إلى النمو والأخرى التي مازالت تبحث عن الطريق . ما يؤلمنا نحن كمغاربة وكعاشقين للمستديرة بأدغال إفريقيا أو خارجها أننا لم نستفد من مشاريع حياتو التنموية طيلة مشواره وهو على رأس الكاف في سبيل تطوير اللعبة وممارستها ، نتأسف على حال وضعنا بخصوص مساهمتنا في تطوير أحوال اللعبة بإفريقيا ، نتأسف عن وجود عدد قليل من الأعضاء المغاربة داخل اللجنة التنفيذية للكاف . كما نتحسر عن بطالة منتخبنا لعقود من الزمن، حال كرة بلادنا تتطلب تغيير الوجهة لان الاستمرار مع جهاز يعمل بمنطق تقليدي لن ينفعنا ولن ينفعنا في الدفع بعجلة تطوير حقل الكرة ببلادنا ، خصوصا وان أجواء إفريقيا لا تلاؤمنا ونتفاعل أحسن عندما نمارس ونندمج مع أل أروباربا وغيرهم من أصحاب البشرة البيضاء .