يعيش فريق اتحاد طنجة لكرة القدم من جديد مرحلة صعبة مليئة بالإكراهات والعراقيل، فرغم الطموح الكبير الذي يراوده من أجل تحقيق الصعود إلى دوري المحترفين الذي غاب عنه مند موسم 2007 _2008، إلا أن مشاكل ألترا "هيركوليس" مع المكتب المسير الحالي للنادي مازالت مستمرة ومخيمة بظلالها، خاصة بعدما رفعت "هيركوليس" شعار "ارحل" في وجه رئيس الفريق عبد الحميد أبرشان الذي لم يحرك ساكنا بخصوص ما تعرض له جمهور فريقه من اهانات ومضايقات من قبل رجال الأمن، وهو السلوك الذي اعتبره مصدر قريب من اتحاد طنجة بالمهين للفريق وتاريخه العريض. فهل يستطيع اتحاد طنجة هذه السنة أن يتجنب الخلافات والمشاكل التي تعيقه عن الوصول للقسم الأول أم أن حلم الصعود لازال بعيد المنال؟ من وحي التاريخ يعد اتحاد طنجة من أعرق الأندية الوطنية، إذ يعود تأسيسه إلى سنة 1944، فهو امتداد لفريق رجاء طنجة أحد الفرق الوطنية التي تأسست إبان الاستعمار، والذي لعب في البطولة الاسبانية، كما كان يضم لاعبين مغاربة وأجانب من جنسيات مختلفة. وبرغم من أن اتحاد طنجة لا يحمل في تاريخه سوى انجازات بسيطة تمثلت في وصوله إلى نصف نهائي كأس العرش مرتين، وتحقيقه لوصافة البطولة الوطنية مرة واحدة، إلا أنه يعتبر من أعتد الأندية المغربية بسبب ارتباطه تاريخيا إلى الأن بقاعدة جماهيرية واسعة، شأنه شأن كبار الفرق المغربية، ومع ذلك فهذه الميزة التي يتمتع بها لم تشفع له تحقيق الصعود الذي كان يحلم به طيلة الموسم الماضي. تركيبة جديدة تطمح للصعود خلال الموسم الحالي وسعيا منه لتجاوز المشاكل التي واجهته في المواسم الماضية، سيشرع الفريق في التعاقد مع الإيطار المغربي محمد أمين بن هاشم، بعد بحث طويل، إذ جاء التعاقد معه إرضاء لرغبة الجماهير الطنجاوية التي دفعت بهذا الاسم بقوة لتولية مهام تدريب الفريق، بعدما كان أمام رئيس الفريق مجموعة من الأسماء مرشحة لنفس الدور، وهو ما يفسر اللحمة التي نشأت بين المدرب السابق لجمعية سلا محمد أمين بن هاشم وجمهور الاتحاد. كما تم تعاقد النادي مع مجموعة من اللاعبين الذين سبق لهم وأن مارسوا في قسم الأضواء، مثل أبوبكر كروما وعدنان الراشدي، بالإضافة إلى مصطفى الخلفي القادم من نهضة بركان. وإذا كانت العناصر القادمة لها ما يكفي من الخبرة لتقديم مستوى جيد مع فارس البوغاز، فإن الأسماء التي رحلت سواء الموسم الماضي أو الحالي تعتبر من أجود العناصر التي حملت قميص الفريق، وهو ما جعل المتتبعين للفريق يتساءلون حول رغبة مسيري اتحاد طنجة في تحقيق لقب بطولة القسم الثاني؟ خاصة وأن من بين المغادرين بلال الدنكير وحكيم أجراوي، بالإضافة إلى سلمان ولد الحاج الذي يقدم أفضل مواسمه مع المغرب التطواني. مكتب متخبط في المشاكل وجمهور ثائر إلى جانب طغيان السياسي على ماهو رياضي، فإن جمهور اتحاد طنجة يعتبر أن الفريق ضحية أيضا للتسيير العشوائي من قبل المكتب المسير، خاصة في ظل غياب التواصل بين المكتب المسير وباقي مكونات الفريق ومنها الجمهور الذي يعد من المغضوب عليهم من قبل مسئولي الفريق. على العموم فقد أظهرت النتائج السلبية طيلة المواسم الماضية لاتحاد طنجة، بشكل واضح حاجة الفريق لمتابعة دقيقة وعمل ضخم لتأهيله من أجل مناقشة حقيقية، بعيدا عن كل أشكال الفوضى التي يتخبط فيها والتي تسببت له في فقدان البوصلة ودخوله لمرحلة التيه والعبث. جمهور إتحاد طنجة المعروف بتمرده على المكاتب المسيرة سيدشن هذا الموسم أولى احتجاجاته بوقفة تنديدية بما يتعرض له الفريق من تهميش وتضييق من الجهات المسؤولة في المدينة، على حد تعبير ألترا "هيركوليس"، والتي تعد أحد الفصائل الرياضية المؤطرة للجمهور الطنجاوي، وعكس السنة الماضية التي خاضت مند بدايتها صراعا مريرا مع رئيس الفريق أبرشان ،هذا الموسم لن يظهر الخلاف إلا بمجرد إعلان رئيس الفريق عن التشكيلة الجديدة للمكتب المسير، حيث اعتبرتها الألترا تشكيلة حزبية بامتياز، بل وصل الأمر إلى حد وصفها لمجموعة من أعضاء المكتب الجديد بأباطرة الفساد السياسي، اتهام سرعان ما سيقابله اتهام أخر بعدما اعتبر بعض المنخرطين أن الألترا تخدم أجندة حزبية.