ألقى الدكتور العراقي موسى الحسيني يوم الأربعاء 26 شتنبر 2012 في حدود الساعة السابعة مساء بالمركب الثقافي بخريبكة محاضرة تحت عنوان " ترسيخ ثقافة الوحدة في ظل الثورات العربية" بحضور عدد لا بأس به من المهتمين من مختلف التمثيليات المحلية , حيث كان من بين الحضور ممثلو الإعلام المحلي و حركة 20 فبراير و رئيس اللجنة الجهوية للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بالإضافة لبعض الفاعلين الجمعويين و الحقوقيين و الطلبة. وقد افتتحت المحاضرة من طرف الدكتور موسى الحسيني بسرد بعض التفاصيل التي ألت إليها الأوضاع في البلدان العربية بشكل عام و بعض الدول التي شهدت ما يعرف اليوم بالربيع العربي بشكل خاص , حيث انتقد الدكتور موسى الحسيني مجمل هذه الثورات و اعتبرها تأمر و تصفية حسابات (لم يحدد من هي الجهة المتآمرة)، لم تأتي بأي جديد أو شيء ذي قيمة و لم تحقق أي تغيير , و في المقابل زادت من معانات الشعوب و أدخلتهم في دوامة المحظور , و أردف بأن الشعوب التي تفتخر بالربيع العربي اليوم كانت و لزمان قريب تعيش في الأمن و الوئام رغم جبروت حكامها عكس الوضع الحالي الذي أصبح يفرض عليها إعادة بناء أجهزتها الأمنية انطلاقا من نقطة الصفر ,كما أضاف بأن إلزامية تجريد المواطنين من السلاح صارت أولوية تفرضها الظروف من أجل إقرار الأمن و السلام , و قد استدل في طرحه هذا بالنموذج العراقي و النموذج الليبي و أكد أن التشبث بالوحدة هي أساس الاستقرار و الاستمرار , مردفا أنه ما من حكومة منزهة عن ارتكاب الأخطاء , و أضاف بأنه كان أحد معارضي نضام صدام حسين لكنه لم يشأ في يوم من الأيام تفرقة البلاد أو مباركة غزوها و استدل في هذا الصدد بمقولته التي خاطب بها المرحوم صدام حسين مرارا و تكرار "إني أكرهك يا صدام لكن إن تعلق الأمر بمصلحة البلاد فتيقن أني أول من سيقتل دفاعا عنك و قبلك", تم استطرد حديثه حول التجربة الليبية و صرح في هذا الصدد بأن رئيس الحكومة الليبية الحالية لم يفصح و لحد الساعة عن أي برنامج تنموي لنهوض بليبيا كدولة مستقلة على غرار تصريحه المهزلة و الذي وعد فيه الليبيين بأربع زوجات لكل رجل , و قد طرح الدكتور تساؤله على خلفية هذا التصريح بالأتي : هل الشعب الليبي كان يسعى فعلا لإسقاط النظام و التضحية بعدد لا يحصى من الشهداء مقابل الظفر بأربع زوجات لكل رجل ؟ و في ختام محاضرته، خلص الدكتور موسى الحسيني إلى نتيجة مفادها، أن المغرب استثناء خاص عن باقي الدول العربية معللا تصريحه هذا بالإنجازات التي حققها المغرب سواء تعلق الأمر بحرية التعبير أو الحريات السياسية أو توفير الأمن و الأمان للمواطنين , مؤكدا في نفس السياق بأن المغربي اليوم يتمتع ببعض الحقوق التي تغيب حتى في الدول التي اجتاحها الربيع العربي. و في مجمل الحديث يمكن اعتبار محاضرة الدكتور موسى الحسيني تظاهرة ثقافية ناجحة شيئا ما. خصوصا إن علمنا أن هذه المحاضرة هي الأولى من نوعها بإقليم خريبكة . كما أنها نشاط تنظيمي و تطوعي تبنته جمعية "الرواد الوطنية" بتشكيلة محلية, لكن دون أن نغفل النظر على أن المحاضرة عرفت عدة مداخلات من طرف الحضور كانت أبرزها مداخلة شباب 20 فبراير الذين انتقدوا تصريح الدكتور بخصوص الاستثناء المغربي و حرية التعبير و أردفوا بأن الحكومة الحالية خذلت الشعب المغربي , كما طرحوا إشكالية الدستور الحالي و الذي صنفوه في قائمة الدساتير الممنوحة , بالإضافة إلى مداخلات أخرى لتيارات يسارية انتقدت النظام المغربي ككل و طالبت بمزيد من الشفافية و المصداقية في تصريحات الدكتور بخصوص الدولة المغربية