عزيز هو الاسم الذي أطلقته عليه أول ممرضة استقبلته منذ مايزيد عن 5 سنوات ,حين تخلت عنه أمه بأبي الجعد بعدما طاوعها قلبها أن تتخلى عن فلذة كبدها تحت أي ظرف .تاركة إياه في الخلاء وعمره لايتجاور 7 أشهر يصارع الحياة و يتحدى مصيره المحتوم الذي تكالب عليه مع إعاقته . شاءت الأقدار أن يترعرع عزيز بالمستشفى الحسن الثاني بخريبكة و ينال الرعاية و الاهتمام اللازمين من طرف أول ممرضة اعتنت به و التي حسب تصريح مجموعة ممن عاشروها، كانت الأم الحنون لعزيز لأنها تعايشت معه و تأقلمت مع إعاقته . منذ أن تدلف باب قسم الأطفال وتسأل عن عزيز الا ويدلك الجميع عن غرفته , فعزيز محبوب لدى الجميع من الطبيب الى أخر مستخدم في القسم , رافقنا الدكتور السملالي المشرف على القسم صوب الغرفة ,فوجدنا الطفل عزيز مستلقيا على بطنه فوق السرير .حاولنا التحدث معه ليرد الطبيب نيابة عنه قائلا : كل وظائف جسم عزيز معطلة .باستتناء حاسة السمع فهو يتجاوب معك بحركات عينيه .(يلاحظ اليك من خلال تعامل الدكتور مع عزيز بأنه عفوي والدليل على ذلك تجاوب الطفل معه بكل طواعية وتلقائية) . ويحكي الدكتور السملالي، بأن حالة عزيز نادرة والوحيدة بالمستشفى حاليا .هذه الحالة يضيف الدكتور مستعصية الاستشفاء ونسبة أمل علاجها ضئيلة جدا رغم الفحوصات والتحاليل التي أجريت له .ويقول أيضا بأن مثل هذه الحالات طبيا لايتعدى صاحبها 7 سنوات ليفارق الحياة ,لكون المخ ووظائفه تبدأ في الذمور . وأضاف الدكتور بأن غياب الجمعيات التي تعنى بمثل هذه الاعاقات يطرح مشكل الجهات التي ستتكلف بها .مما يجعل المستشفى الاقليمي بخريبكة القبلة الوحيدة لمثل هذه الحالات . و يؤكد الدكتور السملالي في الأخير، بأن المستشفى لايستطيع لوحده ايواء كل الأطفال المتخلى عنهم ,لأن الطاقة الاستعابية لاتسمح بذلك بالرغم من أن إدارة المستشفى تغطي حاجيات كل الأطفال بالقسم. مضيفا بأنه لولا عمليات التبني التي تخفف العبء عن قسم الأطفال لكانت الكارثة .كما و جه الدكتور المشرف على القسم من خلال خريبكة أون لاين بالدعوة والنداء لذوي القلوب الرحيمة بمد يد المساعدة لامثال عزيز.