حوار الشاعر والقاص محمد محضار ذاكرة أدبية يطالها النسيان بخريبكة أجرى حوار : سليم لواحي خريبكة .. تلك المدينة الغابرة التي أعطت الكثير من الأدباء والمفكرين والكتاب والفنانين والرياضيين والممثلين وغيرهم، لازالت في مجالها الجغرافي المنسي، تتنكر لأبنائها ولا تعطيهم كل ما يستحقون من التفاتة و تقدير ومن رد الإعتبار، فيبقى كل هذه الطاقات في طي النسيان، ضيف حوارنا اليوم هو المبدع محمد محضار شاعر وقاص يرسم طريقه في زمن عزف الكل فيه عن القراءة والفن والثقافة، إلا من ثلة قليلة لازالت تناضل من أجل رفع القلم بتحدي واستماثة، أترك لكم المجال للتعرف عن هذه الشخصية عن كثب . 1- نريد أن نتعرف على قراءتك للمشهد الأدبي والفني وطنيا و محليا ؟ وكما تعلم هناك أحداث وتأويلات تفرض نفسها ، السؤال ماهي التحولات التي يعرفها المشهد الأدبي خاصة في مجالي الشعر والسرد ؟ الشعر هو وجدان الأمة وضميرها الحي ،ونحن نسجل حاليا ، تراكما شعريا قويا للقصيد بمختلف أنواعه ، سواء كان عموديا ، أو تفعيليا ، أو قصيدة نثرٍ،ولعل السائد على أيامنا هذه هو طغيان قصيدة النثر على ماسواها،لاستسهال غير مفهوم من طرف البعض،وواقع الحال يقول أن قصيدة النثر رغم حظوتها لدى الكثير من الشعراء فهي لا تحظى باعتراف الأكاديمين وبعض النقاد ، لكونهم يعتبرونها خيانة للغة العربية، وكونها ذات جذور غربية ، لهذا غابت نصوصها عن المقررات الدراسية الرسمية. إلا أن هذا لا يمنع ،من التأكيد على أن الكثير من الأصوات الشعرية استطاعت أن تُكسّر حاجز المنع ، الذي كان مضروبا عليها إعلاميا ،بسبب محدودية فرص النشر وضيقها، بعد ظهور المنتديات الأدبية والثقافية ،والمواقع الإلكترونية ، وطبعا مواقع التواصل الاجتماعي ، التي سمحت بتواصل كبير بين المبدعين والمهتمين بالفعل الإبداعي ،وكذلك بين المبدعين ، بعضهم البعض،على امتداد رقعة الوطن العربي . وإذا إنتقلنا إلى السرد بمختلف أجناسه، سواء تعلق الأمر بالرواية ،القصة،القصة القصيرة، أو القصة القصيرة جدا والومضة،فإننا نستطيع التأكيد على أن السرد يعيش انتعاشة كبيرة ،ساهمت فيها بشكل كبير المنتديات الأدبية ومواقع التواصل الاجتماعي ،كما أن الرواية عرفت قفزة نوعية ،وتطورا ملموسا،وهكذا ظهرت أصوات روائية بالمغرب ، استطاعت بعملها الروائي الأول أن تصل إلى اللائحة المصغرة ، لجائزة البوكر العالمية للرواية العربية، كما هو الحال لرواية الصديق مزين عبد النور الطبيب الطنجاوي ، رسائل العاصفة ، ورواية طارق البكاري نوميديا التي حازت على جائزة المغرب أيضا، بالإضافة طبعا إلى أصوات أخرى مميزة ، بالنسبة للقصة القصيرة نجد أن القصة التجريبية فرضت نفسها مِؤخرا ومن روادها أنس الرافعي ،، بالنسبة للقصة القصيرة جدا والومضة، فقد عرفت تطورا ملحوظا ،على يد بعض المبدعين ، الذين أذكر منهم الصديق حسسن البقالي ، وكذلك عبد الرحيم التدلاوي ، وحسن برطال ومحمد محقق . 2- بعد أن دخلتم مجال الشعر ، كيف تسير الأمور في فنون الشعر بالنسبة لك وكيف ترون الإستمرارية محليا ؟ الشعر هو وجدان الأمة وضميرها الحي ، والكثير من الشعراء ارتبطت نصوصهم الشعرية بقضايا إنسانية أو قومية وكذلك إجتماعية ، لأن الشاعر ابن بيئته وإبداعاته ترتبط بما يدور داخل وجدانه من احاسيس ومشاعر تعبر عن تجربته الحياتية والوجدانية ، وأنا حين أكتب الشعر، فذلك لتصريف تلك الارهاصات القوية التي تستوطن دواخلي وتدفعني إلى تسويد القرطاس بأحاسيس ناطقة بتلك المعاناة التي يمكن أن تتحول إلى صور شعرية تتضمن إنزياحات يمكن تأويلاها بطرق متعددة ،حاليا أكتب قصيدة التفعيلة وكذلك القصيدة النثرية،وبالنسبة لي تبقى نصوصي في حدود المحاولات لا أقل أوأكثر. الاستمرارية محليا أو حتى وطنيا ترتبط أساسا بالتشجيع الذي قد يحظى به المبدع من طرف الجمعيات الثقافية والفنية وكذلك الاجتماعية وباقي الفاعلين فيالحقل الثقافي . 3- لكل كاتب طقوس معينة تعجل قدوم المخاض , نود أن نعرف ما هي طقوسك المكانية والزمانية و الذاتية ، التي تفجر فيك طاقة الابداع ؟. لكل منا طقوس خاصة في تفجير كوامنه واخراجها حروفا وكلمات ناطقة.. من العادات التي ترسخت لذي انني ما اكاد اضع رأسي على الوسادة حتي تتواتر على ذهني عشرات الافكار في شكل صور متتالية.. منها ما يظل راسخا في الذاكرة ومنها ما يضيع او تتغير صياغته فيما بعد... عندما احس بالرغبة في الكتابة غالبا ما اكون تحت تأثير مشهد طبيعي أو احساس دخلي فرضته ظروف معينة... لهذا لا احس بالراحة حتى اخرج ما بداخلي وانهي درجة الغليان في وجداني.. قبل سنوات من الان كنت اكتب دون توقف كانت لي مذكرة خاصة اسجل بها كل ما يعن لي من خواطر وسوانح ... وكنت اعود اليها فيما بعد اهذبها واعيد صياغتها بشكل يسمح بنشرها.... ولازلت إلى الآن احتفظ بمسودات متعددة للعديد من ابداعاتي . 4- ما هي طبيعة الميكانيزمات المستعملة للامساك بلحظة الابداع ؟ الواقع أن الامساك بلحظة الابداع قد يأتي عفويا أحيانا ...حين يتعلق الامر بخاطرة او قصيدة... لكنه بالنسبة للقصة يحتاج الى خطوات لابد منها ...فالفكرة قد تأتي عفوية او قد يقترحها عليك صديق... الخطوة الاولى التي ابدأ بها .. هي وضع هيكل خاص بالقصة ..ثم ترتيب الافكار الجانبية التي سيتضمنها موضوع القصة مع الاحتفاظ طبعا بروح الفكرة الاساسية للنص القصصي ... طبعا هناك ميكانيزمات أساسية لابد من اللجوء إليها عند صياغة النص وكذلك هناك تقنيات لابد من معرفتها لتطويرالاسلوب... فالقصة يمكن ان تكون تقريرية .. اوعبارة عن فلاش باك، او يتم اللجوء الى أسلوب الوصف السردي ... وهناك ايضا تقنيات عديدة كتنويع طريقة السرد في نص واحد بين استعمال ضمير الغائب وضمير الحاضر حيث تحضر ذات الكاتب اذا تكلم بضمير المتكلم ...بينما يصبح محايد اذا لجأ الى ضمير الغائب او المخاطب.... الواقع ان كاتب القصة القصيرة يحتاج الى إلمام بقواعدها... وكذلك الى مطالعة متأنية ومسترسلة لكتابات الكتاب المبدعين سواء المعاصرين او القدامى... فلا أتصور كاتب قصة لا يعرف دوموباسان او اندري جيد او اوسكار وايلد ....او نجيب محفوظ او الغيطاني او الخوري او الطاهر بن جلون وغيرهم فكثيرا من القراءة يمنحنا مهارة التحكم في ادوات النص والتعرف على تقنية الأخر وبعدها علينا ان نسعى لتكوين اسلوبنا الخاص والمتميز . 5- بالمناسبة، ماذا عن الأعمال الجديدة لديك ؟ أستعد لنشر رواية قصيرة مع النصوص السردية الطويلة في كتاب واحد ، وأغلب هذه النصوص كتبتها خلال الثماننيات ، عنوان الرواية خلف السراب ، وهو العنوان الذي سيحمله الكتاب ، وهذه الرواية تحتفي بمدينة خريبكة وتحضر بقوة الكثير من الأماكن والفضاءات التي تذكرنا بأجواء خريبكة خلال الثمانينات وبداية أزمة عطالة حملة الشواهد ، في هذه الرواية نكتشف وجه خريبكة الحقيقي دون روتوش مع الشخصية الرئيسية التي تقودنا من خلال المتن السردي للتعرف على العديد من الظواهر المجتمعية وكذلك الصور الإنسانية المؤثرة . 6- إذا كانت الكتابة موطن العظماء عشاق الحرف فمادا تحقق لك شخصيا ؟ الكتابة فعل وممارسة، وعندما نكتب فاننا نوجد ونمارس وجودنا. الكتابة اشراق أبدي يمكن ان يغير فينا اشياء كثيرة , والكتابة التزام وموقف وليس قفزا على الحبال انها حمل للقلم من اجل الافضل، ونحن حين نكتب لا ننضم كلمات وحروفا ، او ننشئ نصوصا وفقرات بل نخلق حياة متفاعلة ومتحركة مليئة بالمشاعر والعواطف.. انناحين نكتب نحاسب الزمن والمكان ، ونخلق التاريخ ونحدد المواقف... حقا الكلمات اصغر من أن تحوي الواقع وتستوعبه ، ولكنها على كل حال قادرة على ان تعبر ولو جزئيا عن هذا الواقع ، وتجعله جديرا بالتمحيص والفحص والتأمل. ان الكتابة في رٍأيي تفاعل بين الذات والموضوع . وصناعة العقل والواقع ، ولا احد يستطيع ان يثبت بان الكتابة يمكن ان تخلو من رموز الواقع او العالم الخارج عن ذواتنا ، كما ان لا احد يستطيع ان ينفي تأثر هذه المعاني والرموز باسقاطات العقل والحواس عليها . الكتابة ، تحقق لنا المتعة وتمنحنا فرصة الانعتاق من ربقة الصمت ، والخروج من دائرة العتمات ، إلى بؤرة النور، الكتابة بالنسبة لي لحظة تجلي وإشراق. 7- دون سن العشرين بصمتم على مرحلة رائدة نشرت لكم فيها العديد من ابداعاتكم الشبابية واستحضر منشوراتكم بالمحرر المحظورة وجريدة العلم وما أدراك ما المحرر والعلم ..هلا حدثنا عن هذه المرحلة التي كان فيها ذكر الاسم وحده فخر وارتقاء ؟ فعلا خلال مرحلة الدراسة الثانوية ، كنت كأغلب أبناء جيلي أرى في الكتابة وسيلة ، للتعبير والتنفيس عما يضيق به الصدر من معاناة ، وشعور بالاحباط ، يضاف إلى هذا الظرفية السياسية التي كانت سائدة ، حيث الإضرابات الطلابية المتواترة ، والتي كانت تتداخل مع إضرابات الشغيلة ،كما حدث خلال إضراب 1979 الشهير والذي كان من تبعاته طرد الحكومة ، لأكثر من 3000 موظف من قطاعي الصحة والتعليم ، أتذكر أننا انخرطنا كتلاميذ في هذا الإضراب ، بكل الوسائل المتاحة ، مماجعل مدير المؤسسة التي ندرس بها يسمح لرجال الإمن باقتحام حرمة المؤسسة بسياراتهم ليطاردوا الطلبة ، وقد التقيت مؤخرا سيدة كبيرة السن كانت معيدة في الثانوية خلال تلك الفترة ، وحاولت أن أنعش ذاكرتها وسألتها عن المدير المعني بألأمر فأخبرتني أنه مازال حيا . وأعود لموضوع النشر في الصحف الوطنية في تلك المرحلة وأغلبها كان يتكون من ثماني صفحات لا غير ، إلا بعض الجرائد المكتوبة باللغة الفرنسية ، نشرت أول نص قصصي سنة 1978 كان عمري حينها 17 سنة بجريدة المحرر وكان يحمل عنوان ، التيرسي ، وتدور أحداثه في مدينة خريبكة ،وخلاله حاولت خلق نوع من الحميمية مع فضاءات المدينة بتوظيف الوصف السردي ، لتقريب المتلقي من تأثير الزمكان على الشخصية الرئيسية للنص ، في تحركها وتفاعلها مع تطور الأحداث ، والوضع السائد في تلك المرحلة والذي لا يخرج عن السياق العام لما سبق لي أن قلته من قبل . وتوالت مراسلاتي لجريدة المحرر ، والتي كانت تنشر لي ما يرى المشرفون حينها على صفحتها الأدبية ، أنه صالح للنشر ، وطبعا تتجاهل ما هو دون ذلك ، وطبعا كنت أعلم أن الجريدة لا تنشر إلا ما يتوافق مع خطها التحريري ، والمبني أساسا على التفاعل مع النضالات الشعبية ، ونقد الواقع المعيش ، والظروف السياسية والاجتماعية التي كانت سائدة . التفتُ فيما بعد إلى جريدة العلم فنشرت بأعمدتها عددا من نصوصي ، وجاءت مرحلة أخبار السوق ، ورغم كوني من عشاق اللغة العربية الفصحى ، فقد انخرطت في الكتابة عبر صفحات هذه الجريدة ، التي جعلت من الجرأة وكسر الطابوهات غاية لها ، وقد كنت أكتب باللغة العربية وكذلك الدارجة ، باندفاع كبير ، وحماس لاحدود له ، وقد تم إصدار جريدة موازية تحمل إسم أخبار الفن ، نشرت بها أيضا .عددا من المقالات النقدية. بعد أضراب الكوميرة الدارالبيضاء سنة 1981 ، نشرت الجريدة كاريكاتورا في صفحتها الأولى يعبر عن الجملة الشهيرة لوزير الداخلية ، "شهداء كوميرة " فكان مصيرها الحظر بقرار من الوزير الأول وتعرض مديرها للقمع ،وطبعا جريدة المحرر هي الأخرى تم حظرها بعد هذا الإضراب ،عاد مدير أخبار السوق الأستاذ بوهالي حميد إلى إصدار جريدة التقشاب ، التي سارت على درب شقيقتها أخبار السوق ، حيث حضرت الرسوم الكاريكاتورية ، المنتقدة للوضع السياسي والاجتماعي ، ومن أشهر السلسلات التي أصدرها الأستاذ بوهالي سلسلة عويشة في البرلمان ، والتي كان يسخر فيها من حال البرلمان في تلك الفترة ، ستعرف التقشاب نفس مصير أخبار السوق ، ويتوارى مديرها عن الأنظار ، منذ ذلك العهد . في هذه الفترة كنت أراسل بعض المجلات العربية كالقادسية بالعراق ، وسيدتي بلندن ، وكذلك مجلة هنا لندن وغيرها ، كما أن ظهور جريدة مستقلة إسمها صوت الآباء سنة 1982 منحني فرصة لنشر عدد من ، من كتاباتي بها حتى انقطاعها عند نهاية سنة 1983، دون أن أنسى تجربة محلية بمدينة خريبكة ، لجريدة الهاتف الجهوي ،التي أصدرها الأستاذ عبد الرحمن لبدك ونشرت بها بعض نصوصي ، وخلال نفس السنة أي 83 بدأت بالنشر بجريدة الميثاق الوطني ، بتوجيه من الشاعر العراقي عبد المجيد فِراس ، ثم خالد الحلي ، وقد خصص لي هذا الأخير عمودا في البداية بتسمية : من مذكرتي ، وبعدها أصبح إسمه كلمات ودلالات ، ظللت أحرره عدة سنوات ، الحديث مازال ذو شجون ، وأتوقف عند هذا الحد. 8- لنعد إلى الوضع العام بإقليم خريبكة ، كيف ترون المسار الثقافي و الوضع الفني و تفاعل المؤسسات بما فيها المنتخبة ؟ خريبكة كغيرها من المدن المغربية، يحاول بعض أبنائها إخراجها من حالة الركود الثقافي والفني الذي تعيشه، بعيدا عن المهرجانات الرسمية، التي تتبناها السلطات المحلية والجماعات المنتخبة ، بدعم مالي طبعا من مؤسسات مالية كالمكتب الشريف للفوسفاط ،طبعا هناك جمعيا ت ثقافية لا يمكن إنكار مجهوداتها الكبيرة لخدمة الثقافة بمدينة خريبكة ، والتي تشرفنا بالمشاركة في فعالياتها خلال السنوات الأخيرة ، نذكر منها، جمعية منتدى الأفاق لياسمين الحاج، وجمعية أجيال المستقبل للتربية والتنمية، برئاسة الصديق ياسين ملاس ، وجمعية بيت المبدع برئاسة الصديق عبد الرحمن الوادي والتي أتشرف بالانتماء لمكتبها، وكذلك فرع إتحاد كتاب المغرب برئاسة الروائي الصديق عبد الرحمن مسحت دون أن ننسى جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بمدينة خريبكة برئاسة الدكتور بوشعيب المسعودي وكذلك الدكتور الحبيب الناصري. تفاعل المؤسسات الوصية على الثقافة يبقى نسبيا ، ويحتاج إلى مزيد الانفتاح والدعم اللامشروط ، تبقى هناك ملاحظة بسيطة ، وهو أنني لاحظت بأن الرئيس الحالي للمجلس الجماعي لخريبكة الأستاذ الشرقي الغالمي يتفاعل مع الكثير من الأنشطة الثقافية بحضوره وهذا شيء محمود . 9- في كلمة أو إثنثان أجبنا فيها عما يلي ؟ - معاشات البرلمانيين: غير مقبولة أخلاقيا - سوء التدبير الجماعي : وبال كبير على المدن المغربية - الماء والكهرباء وغلاء الفوترة بخريبكة : أمر تشترك فيه كل المدن المغربية . - مشاكل التعمير الكارثية بخريبكة: تتحملها الوكالة الحضارية والجماعة وكذلك السلطات المحلية. - ضعف أداء المرفق العمومي بسبب عدم ترتيب الأولويات: يضع يجعل الإدارة المغربية في قفص الإتهام ختاما كلمة للقراء : تحية حب صادقة شاسعة الأبعاد ، وشكرا لكم على تحملي.