شاب مغربي / لحسن فاتحي أتذكر جيدا كلام معقول وموزون قاله السيد "محمد أوزين" وزير الشباب والرياضة في برنامج عرض في إحدى القنوات المغربية قبل أزيد من شهر، وهو يخاطب بلغة إنسان "سياسي" معقول، محنك ومسؤول. يخاطب بلغة عتاب وتحميل للمسؤولية من سرب صور ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وهو في هذه الحالة الكارثية والمخيفة. هذه الصور المقلقة نشرت على أوسع نطاق وغطت صفحات مواقع التواصل الإجتماعي وعزا الجميع ذلك إلى الأمطار وإمكانية عدم جاهزية المركب. بل الأدهى، حامت حوله الشكوك من قبل أعضاء اللجنة المنظمة واستدعت الوقوف على هذه الأخبار المقلقة التي تم تجاوز بعد ذلك. حينها قال "أوزين" أن "من يهدف إلى إشاعة هذه الصور والفيديوهات يضرب في الصميم السمعة المغربية" وأكد أن "الصورة التقطت قبل التساقطات المطرية التي عرفتها المملكة قبل أشهر من انطلاق كأس العالم للأندية" وأن من ينشر ذلك يسيء إلى بلد اسمه المغرب ولا يسيء فقط إلى وزارة أو مسؤول"، وبالتالي ناشد الجميع إلى التحلي بالمسؤولية والتعقل، شيء جميل. صحيح سيدي الوزير المحترم، كلام منطقي وموزون، لكن الطبيعة لا تخلف مثل هذه المواعيد "وليس كل مرة تسلم الجرة". فقد شاءت الأقدار أن تبرهن الطبيعة والأمطار التي تساقطت لمدة لا تتجاوز 140 دقيقة على فشل مشروع تأهيل الملعب الذي كلف حسب تقديراتكم في أكثر من مناسبة العشرين مليار سنتيم وقلتم بملء الفم أنه مشروع ضخم وهو إحياء لملعب المركب الرياضي مولاي عبد الله، ويحتوي على عشب تشرف عليه شركة عالمية متخصصة من طينة "ملعب برشلونة الاسباني". لكن هل تناسيتم سيدي وبالرغم من أن ذاكرتكم غير قصيرة كيف كانت أرضية الملعب يوم الافتتاح بعد مهزلة السنة الماضية. هل شاهدتم فضيحة من جديد في أن الكرة لا تستقيم في الملعب وفراغات في العشب واضحة للعيان وتشهير بالفشل الذي ذهب ضحيته فريق وطني مغربي تطواني خرج خاوي الوفاض وأقصي بمرارة بسبب أرضية غير جاهزة لأداة كرة قدم ومتعة عالمية منتظرة. هل تناسيتم سيدي أن فريق ريال مدريد العالمي وبنجومه سجل تحفظه لدى اللجنة المنظمة من الملعب اللعنة وأشار المسؤولون إلى ذلك في أكثر من مناسبة إعلامية لكن فقط المغاربة من "قالوا أن العام زين" وأن المغرب سيبهر العالم بتنظيم واحتفالية ودروس وثبت العكس تماماً. هل تناسيتم سيدي أنكم المسؤول الأول عن الكرة المغربية وعن هذه الفضيحة الحاطة من قيمة المملكة المغربية والتي تناقلتها وسائل الإعلام الأجنبية بأزيد من 50 قناة عالمية بمختلف لغات العالم وبمعدل ملايين المشاهدات والمتابعين وسخروا من مقدرات هذا البلد بسبب سوء التدبير والارتجالية في التسيير التي أبانت عنها وزارتكم المحترمة. هل تناسيتم أن قرار حرمان المغرب وإقصائه من تنظيم كأس أفريقيا للأمم التي رصدت لأجلها الملايير والاستثمارات ضاع فيها المغرب. وفي أخر لحظة وفي غفلة من الجميع، أُخرج طلب تأجيل متسرع، وغير مدروس جيدا ويفتقد للمصداقية من وجهة نظرنا. بل تحوم حوله الشكوك خاصة بعد ما نشاهده اليوم من صمت الجميع وكأن وباء "إبولا" اختفى من العالم، علاوة على محاولة المغاربة استمالة أعضاء الكاف واسقبالهم بالأحضان في مقابل اصرار ممثلي الكاف على قتل وإقبار كرة القدم المغربية بعد الاستخفاف بمشاعر الملايين من المغاربة عشاق الرياضة والكرة. سيدي الوزير وبناءً على ما سبق وغيره نناشد فيكم الروح الوطنية والغيرة على واقع كرة القدم المغربية التي أبديتموها في أكثر من مرة، وآخرها حول كأس العالم للأندية، أن تبادروا إلى تقديم استقالة فورية من منصبكم ومن مسؤوليتكم كوزير للشباب والرياضة، اقتداءً بكل الأحرار والشرفاء في العالم الذين فشلوا في مهامهم أو أساءوا في حق أوطانهم، واحتراما كذلك لمشاعر المغاربة المكلومين، خاصة فئة الشباب. فقد أسأتم بما فيه الكفاية في حق هذا الوطن وأوهمتم المواطنين عندما قلتم بأن كل شيء على ما يرام، إلى أن كشفت الأمطار الأخيرة أن الملعب الذي صرفت لأجله الملايير، لطخ سمعة المغرب بأكمله في الأرض بعد برمجة وقرارات غير مفهومة على الرغم من توفر مدن مغربية على ملاعب مؤهلة وجاهزة وأفضل حالاً. فلا يعقل إذن أن يقبل المغاربة أن يقوم بتسيير شؤونهم من يسهر على صرف الملايير من أجل ترويج المهازل والاساءة إلى بلد رياضي وسياحي محترم كالمغرب.