: عرس نضالي بامتياز تحت شعار : "جميعا من أجل القضاء على السمسرة في التشغيل وضمان الاستقرار في العمل" دعت كل من لجنة التضامن مع فوسفاطيي الوساطة والجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع خريبكة والاتحاد المحلي لنقابات خريبكة ونقابة عمال الوساطة بالمجمع الشريف للفوسفاط التابعين للاتحاد المغربي للشغل إلى تنظيم قافلة تضامنية مع عمال الوساطة بالمجمع الشريف للفوسفاط بخريبكة يوم 22 يونيو 2014 بساحة المسيرة بخريبكة، كما أن نقابة عمال الوساطة دعت العمال إلى خوض إضراب عن العمل لمدة 24 ساعة ابتداء من الساعة السادسة(h006) صباحا من يوم 22 يونيو2014 إلى غاية الساعة (h006) صباحا من يوم 23 يونيو2014. هذا، وبالرغم من الحملة المسعورة التي قادتها إدارة المجمع بخريبكة وعملائها لإفشال الإضراب عن العمل وبالتالي القافلة، وشن أصحاب الطاكسيات الكبيرة لإضراب عن العمل بحيث بقي العشرات من العمال عالقين بالقرى المنجمية، فقد حضر المئات من العاملات والعمال كما حضر العشرات من المناضلات والمناضلين محليين أو أتوا من عدة مدن يمثلون هيئات سياسية ونقابية وجمعوية وحركة 20 فبراير. وعلى نغمات أغاني ملتزمة لمارسيل خليفة والشيخ إمام وفرقة أغاني العاشقين الفلسطينية وأشعار ملقاة لمحمود درويش وسميح القاسم... وبشعارات هادفة تعكس معاناة العاملات والعمال وتعكس مطالبهم وهمومهم وتطلعاتهم، وتحث على الوحدة والتضامن، وتندد بالقمع وبالتمايزات الطبقية وبالاستغلال الفاحش وغيرها، والتي تفاعل معها الجميع بحماس منقطع النظير؛ ألقيت بالمناسبة كلمات الجهة المنظمة للقافلة، إنضافت إليها كلمة الاتحاد المغربي للشغل التوجه الديمقراطي ألقاها عضو الأمانة الوطنية المناضل" عبد الحميد أمين ". وقد تميزت فعاليات القافلة بتكريم عفوي لأيقونة النضال الحقوقي وصاحبة جائزة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان المناضلة الكبيرة " خديجة الرياضي " التي أعطى حضورها شحنة معنوية قوية لكل الحاضرين، وخاصة العاملات والعمال، ونظرا لغياب هدية رمزية تعطى لها بالمناسبة، فقد أهديت لها قصيدة رائعة عربون تشريف وتقدير. وجاءت الكلمات الملقاة متناغمة ومتكاملة، فهي لم تكتفي بملامسة العمال ومعاناتهم وتطلعاتهم، بل ربطت الماضي بالحاضر ورسمت آفاق جديدة ليس فقط لعمال الوساطة الفوسفاطيين أو عمال الوساطة بصفة عامة، وإنما لعموم المأجورين وللعمل النقابي ككل. هكذا فكلمة الأخ " حسبي عبد الله " الكاتب العام للاتحاد المغربي للشغل بخريبكة نبهت المتضامنين الى ضرورة السمو بتضامنهم مع العمال إلى مستوى الشراكة لأن الإدارة الفوسفاطية تعد من أشرس الإدارات لكونها تتوفر على إمكانيات ضخمة تمكنها من شراء صمت الكثيرين، وتأليب الكثيرين ضد العمال ، وأنها مهابة من طرف السلطة ، و تمثل حقا "دولة داخل دولة"، وأشار إلى السياق الذي أتت فيه "شركات السمسرة" وهو التخفيض من كلفة الإنتاج، وتوسيع دائرة اقتصاد الريع ، وهو ما يجسده توظيفها من طرف مسؤولين سابقين في الإدارة العامة للاغتناء السهل والسريع و "تسمين" مسؤولين نافذين في الدولة، من خلال المثل الشعبي "زيد الشحمة في ظهر المعلوف"، وكذا توظيفها لحل بعض النزاعات مع أعيان دمر استغلال الفوسفاط أراضيهم ومنتوجاتهم ، وكل ذلك على حساب العاملات والعمال الذين يعاملون معاملة العبيد، ونبهت أيضا إلى خطورتها على وحدة العمال وعلى العمل النقابي، مطالبا برفع شعار "إسقاط شركات الوساطة" ، وأشارت أن تضافر صمود العمال والتضامن معهم سيؤديان لا محالة إلى تحقيق الانتصار. وفي الكلمة التي ألقاها الكاتب العام لنقابة عمال الوساطة بالمجمع الأخ "محمد أسد" أشار إلى التناقض الحاصل في تعامل إدارة الفوسفاط، ففي الوقت الذي يؤدي فيه العمال مهام استراتيجية ودائمة، يوضعون رهن إشارة مقاولات التشغيل المؤقت ؟؟ والملفت أن العمال دائمون والشركات تتغير باستمرار، وذكر بالنضالات التي خاضها العمال منذ فبراير 2011 والقمع الذي سلط عليهم في 13 ماي 2011 واعتقال 11 من العمال والزج بهم في السجن لمدة 6 أشهر بتهم ثقيلة مفبركة وتوقيفهم عن العمل حتى يومنا هذا، وذكر بالظروف الاجتماعية والمادية الصعبة التي يعانيها الأجراء والتمييز الذي يتعرضون له بالمقارنة مع الفوسفاطيين المدمجين والمرسمين، فأجر العامل لا يصل حتى 3/1 أدنى اجر لعامل فوسفاطي مرسم ؟؟. وذكر بتعامل مختلف الأطراف المعنية بالملف وعلى رأسها إدارة الفوسفاط التي تنتهج سياسة التجاهل التام، باستثناء لقاء يتيم تم مع أحد مستشاري مديرها العام في 06 ماي 2011 والذي وعدهم بحل المشاكل بعد أسبوع لكن شيئا من ذلك لم يتم، أما الأطراف الأخرى من سلطة إقليمية ووزارات معنية وحكومة فموقفها ظل يطبعه الصمت التام، وهو ما يدفع بالملف نحو التدويل، وأشاد بدور لجنة التضامن ودعمها للملف. وتدخل بعده احد المعتقلين السابقين ضحايا التوقيف التعسفي باسم الموقوفين عن العمل، إذ وجه رسالة واضحة إلى من يهمه الأمر مفادها أنهم سيخوضون في صيغ نضالية تصعيدية سيحددون زمانها ومكانها بعد، وشدد في كلمته على معاناتهم ومعاناة عائلاتهم التي وصلت أوضاعها الى حافة الكارثة، ولم يعد أمامهم إلا التصعيد، وقد ذكر بالوعود التي تلقوها من طرف الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان ورئيس الهيئة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة خنيفرة - بني ملال اللذين وعدوهم بمحاكمة عادلة وبالرجوع إلى العمل فور خروجهم من السجن ، لكن شيئا من ذلك لم يتم، وقد طالبهما بالوفاء بالوعود التي قدماها، وحمل في الأخير المسؤولية فيما يمكن أن يقع لإدارة الفوسفاط التي تدعي أنها مقاولة مواطنة، ولرئاسة الحكومة والوزارات المعنية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والسلطات بخريبكة. بعده جاء دور الأخ "عبد الجميد أمين" الذي طالب إدارة الفوسفاط بفتح مفاوضات مع العمال بخصوص الإدماج ، وكذا المجلس الوطني لحقوق الإنسان ووزارة العدل بالتدخل من أجل إرجاع المعتقلين الموقوفين إلى عملهم، وشدد على إعادة الاعتبار لمبدأ التضامن بين المأجورين والقوى المناضلة، وذكر بالقافلة التضامنية مع عمال سميسي سابقا مستنتجا بأن الصمود والتضامن يأتيان دوما بنتائج إيجابية، وأشار إلى أن ملف السمسرة في اليد العاملة قد فتح، وأنكم فتحتم أعين المناضلين عليه، وقد أتينا لنقول كفى سمسرة ينبغي أن يكون العمل بصفة مباشرة، وان إمكانية هزم السماسرة قائمة، مستلهما التجربة التونسية التي قامت فيها الثورة بالإلغاء الكلي لشركات الوساطة، وذكر بأن الهجوم شامل وخطير من طرف الدولة المخزنية وحكومتها الرجعية على حقوق ومكتسبات الطبقة العاملة على أكثر من صعيد، مشيرا إلى التنسيق الذي تم بين 3 مركزيات، والذي ينبغي أن يسير في اتجاه التصعيد النضالي في أفق الإضراب العام و في اتجاه خلق اطار نقابي واحد. وفي كلمة الأخت " ربيعة مرباح " عضوة اللجنة الإدارة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ذكرت بالمواقف المبدئية للجمعية ودفاعها عن حقوق الانسان في شموليتها وضمنها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والتي تشمل حقوق العمال وعلى رأسها الاستقرار في الشغل وضمان حد أدنى من العيش الكريم، وعبرت عن تضامن الجمعية المبدئي والمطلق مع نضالاتهم حتى تحقيق مطالبهم المشروعة والعادلة. من جهته عبر المناضل " علي فقير" منسق لجنة التضامن مع فوسفاطيي الوساطة عن سعادته بالتواجد في مدينة خريبكة التي تربطه بها ذكريات سابقة، وقد أشار بذكاء الى استحواذ من يملكون زمام السلطة بالبلاد على الثروات الفوسفاطية من خلال تذكيره بما كان يسمعه وهو صغير إبان المرحلة الاستعمارية بأنه بعد (الاستقلال) سينال كل مغربي 200 ريال يوميا من عائدات الفوسفاط ، وقد قال بأسلوب ساخر إننا مازلنا حتى يومنا هذا ننتظر تطبيق ذلك ؟؟؟، وربط نضالات العمال حاليا بنضالات الفوسفاطيين سابقا وتضامن المناضلين معهم، مذكرا بخوض ابراهام السرفاتي مدير الإنتاج إضرابا عن العمل إلى جانب الفوسفاطيين سنتي 1969-1968 والذي دام شهرين مما كلفه الطرد من قطاع الفوسفاط ، وبتضامنه هو مع الفوسفاطيين في الإضراب الذي دام 40 يوما سنة 1971 بحضوره إلى مدينة خريبكة للتعبير عن ذلك في إطار تكليف نضالي من طرف منظمة إلى الأمام، وأشار الى الفساد المستشري في القطاع منذ زمان وأنه التقى بأحد المتهمين بالفساد سنة 1984 حين كان معتقلا بسجن لعلو بالرباط الذي أكد له بأن الفساد شامل في القطاع، وعرج على نضالات عمال سميسي - ريجي وقيامه بتنسيق عمل لجنة التضامن معهم حتى حققوا مطلبهم الأساسي الإدماج في المجمع، وأشار إلى أن المستفيد من الاستغلال المكثف للعمال في إطار معاملة شبيهة بمعاملة "البهائم" هي إدارة الفوسفاط وشركات الوساطة، وندد بالمناسبة بصمت جل المنابر الصحافية والقيادات النقابية والأحزاب البرلمانية وتواطئها مع إدارة الفوسفاط . وقد اختتمت فعاليات القافلة بالتواعد على الاستمرارية في النضال والتضامن من خلال شعار : هذا هو العرس الذي لاينتهي في ساحة لاتنتهي في ليلة لا تنتهي هذا هو العرس النضالي إعداد : حسبي عبدالله