لست هنا لأمدح جمعية النور أو غيرها ،ولست ممن ينظرون للامور بنظارة سوداء ،لكن الحال وما تعيشه مدينة خريبكة وقس عليها باقي الجماعات بالإقليم ، يدعونا لنقول كلمة حق ،فهناك جمعيات أحدثت لأغراض شخصية وأخرى كان الدافع من وراء تأسيسها خدمة المواطن والدفع بعجلة العمل الجمعوي إلى الأمام. بعض الجمعيات بخريبكة أسست في ظروف غامضة وحصلت على الوصل النهائي في زمن قياسي ، فتم استيعاب الرسالة بأن هذه الجمعيات تعمل موسميا وفي فترات محددة ،تتقاضى الأجر عن عملها في الانتخابات فتتحول لوسيلة دعاية لمرشح ما ،أو تخرج للشارع وتحمل لافتتة نعم للدستور ،فيكون أعضاؤها دمى أو كراكيز يحركها هذا السياسي او هذا المسؤول ،يوجه بوصلتها صوب الوجهة التي يراد لها ،والحال ليس بعيدا عنا ،فهناك جمعيات فحي القدس و المقاومة و و و تشتغل وقت الانتخابات وتتحول لبوق و قناة سمسرة للمرشحين ،إذ يتهافت رأساؤها على دراهم معدودات او وعود بتشغيلهم أو أحد ذويهم ،فيبيعون مبادئهم وإن وجدت ليطبلوا لفلان عوض فلان رغم انهم مقتنعين بانه فاسد. كما أن بعض الجمعيات أسست لغرض في نفس يعقوب ،فسال لعاب بعض مؤسسيها بعد خروج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى حيز الوجود ،ففكروا في الطريقة المثلى للوصول للمال العام ،فاهتدوا لفكرة إحداث جمعية يتضمن إسمها تنمية ، أجتماعي و و و هكذا ،فحققوا اهدافهم بمساعدة "خوتنا في الله " . وفي المقابل هناك جمعيات يشهد لها بالعمل والتفاني في عملها ،جمعيات نظمت موائد الرحمان ، اقتنت أضحيات العيد لاسر معوزة و أخرى ساهمت في إدخال البسمة على الأرامل والأطفال اليتامى بملابس العيد واللوازم المدرسية . وفي هذه الأيام وفي عز البرد الشديد ، خرجت جمعية النور ببوجنيبة بفكرة محمودة حين أقدمت على عمل إنساني خيري ، برهن على وطنية أعضائها ،منخرطيها وباقي ساكنة بوجنيبة ،فقاموا جميعا ويدا واحدة بجمع الثياب والملابس المستعملة وتصنيفها ليعيدوا توزيعها على الاسر المعوزة والفقيرة في إطار "حملة الدفء للجميع" ،إذ حملة الخير انتهت معها اجواء جد جميلة عاشها كل المتطوعين ذكورا وإناثا مع المستفيدين ،فكانت التضحية بالوقت و المجهود و حتى بالأموال،ل يتلاشى كل شيء والتعب مقابل بسمة رسموها على شفاه فل معوز او اسرة محتاجة ، فاستفادت من الحملة 321 اسرة و 483 شخص فيا رب تقبل من الجميع، تقبل من المحسنين الذين لم يخيبوا ظن المحتاجين فيهم و تقبل من المتطوعين.