كل من يلبي نداء الآذان لأداء إحدى الصلوات بمسجد محمد أولحاج بأيت اسحاق، سيستغرب ويقف مشدوها للوضعية التي يوجد عليها هذا المسجد والتي لا تعكس الموقع التاريخي والديني له لأنه يعتبر أول و أقدم مسجد في التاريخ المعاصر للمنطقة، وثاني مساجد المدينة بعد المسجد الأعظم الذي بناه الدلائيون في القرن السابع عشر ولا ننسى ارتباطه بشخصية تاريخية بصمت تاريخ المغرب لسنوات عدة بين الحكم السعدي والحكم العلوي التي لا يمكن أن يكون إلا محمد أولحاج السلطان الدلائي الذي يعرف المؤرخون دوره الديني والسياسي والعلمي الذي ميز به القرن السابع عشر والذي أم بالناس و خطب فيهم في مكة أيام حج إليها، و ما له من قدسية لدى ساكنة المنطقة حيث كنا نرى الناس يقبلون جدران هذا المسجد و يتبركون به و يقسمون به و يزورنه في أعراسهم ويقدمون له الهدايا. واليوم نأسف لما آلت إليه وضعية المسجد المزرية من حيث البناية المهترئة والتجهيزات المتقادمة مع علمنا أن المسجد يوجد ضمن قائمة المساجد المدرجة للإصلاح بعد حادثة إحدى مساجد مكناس، فهل ما زال الطابور طويلا؟ و ما هي معايير تحديد الأولويات؟ و من يستفيد قبل من؟ و ما يحز في أنفسنا هو عند مقارنتنا وضعية هذا المسجد مع وضعية مساجد أخرى على صعيد الإقليم و على الصعيد الوطني ، لقيت ما لقيت من اهتمام كبير من طرف الوزارة الوصية في مناطق أخرى حديثة النشأة مقارنة مع التاريخ العريق لايت اسحاق . وهنا تطرح عدة أسئلة . لماذا هذا الإهمال؟ هل الوزارة تعول على لجنة المسجد التي كدت و جدت من أجل من خلق بعض الإضافات كالمراحيض و بناء جناح خاص بالنساء و بناء دار للإمام التي لم تكتمل بعد في انتظار رأفة المحسنين، أم أن للأمر دوافع أخرى نتمنى أن لا تكون تاريخية و يعرفها جيدا الوزير الوصي على القطاع . إن الساكنة المحلية تطمح إلى مسجد كبير بهندسته و تهيئته و تجهيزاته و تأطيره على غرار المساجد الكبيرة للمملكة في مناطق أخرى، وكالمساجد التي دعا صاحب الجلالة لبنائها. هل وضعية مسجد محمد اولحاج ستستمر، في ظل مقاطعته من طرف من طرف ثلة من الشباب كما يروى محليا والتي ربما ستؤثر على توجهاتهم الدينية اعتبارا لضعف التأطير الديني والاجتماعي الذي تلعبه مؤسسة المسجد وخاصة في غياب التواصل الفعال للمؤسسة مع المستفيدين، مع غياب استعمال الامازيغية في خطب الجمعة التي تعتبر الصلة الأنجع للتأطير الديني مع الساكنة خاصة مع أغلبية رواد هذا المسجد، مع ما تعرفه دروس الإرشاد والموعظة من عزوف و قلة المتابعة . كما تجب الإشارة إلى مشكل الفصل بين إمامة الصلاة اليومية و خطيب الجمعة.