لم تفت الفرصة معتقلي سنوات الرصاص بإقليمخنيفرة وذوي حقوقهم والمؤطرين تحت لواء المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف فرع خنيفرة من المشاركة في المبادرة القيمة التي تفضلت بها الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب لفائدة قرية تازمامارت في شكل قافلة طبية تحت شعار «قافلة تازمامارت ضد النسيان من أجل الحقيقة والإنصاف وجبر الضرر وعدم التكرار» يوم السبت 05 نونبر 2015 . القافلة عرفت مشاركة عدة وجوه حقوقية وسياسية من مختلف المدن المغربية وفعاليات جمعوية محلية، وقف خلالها المشاركون دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء سجن تازمامارت الرهيب الذي بصم بوصمة عار على جبين الدولة المغربية منذ سبعينيات القرن الماضي وإلى يومنا هذا، والذي يقع على بعد 20 كيلومترا من مدينة الريش إقليم ميدلت وكان قد خرج اسمه من السرية إلى العلن، إذ وحسب الروايات فقد أقيمت زنازينه داخل ثكنة عسكرية شيدها الجيش الفرنسي أيام الاستعمار ويتكون من 58 زنزانة موزعة على بنايتين (أ) و(ب)، وكل زنزانة كانت عبارة عن علبة مستطيلة، طولها ثلاثة أمتار وعرضها متران وعلوها أربعة أمتار، في حالة ظلام دامس ودائم حيث لا تتم التهوية إلا من خلال ثقوب صغيرة تسمح بتسرب أشعة باهتة. وحسب تصريح لأحد الناجين من جحيم تازمامارت لموقع خنيفرة أونلاين فقد دخل هذا السجن في سبعينيات القرن الماضي 58 ضابطا عاشوا في ما يشبه مقبرة وعند اتخاذ قرار الإفراج عنهم كان 28 منهم فقط من صمدوا بإرادة الله والحياة 18 عاما بينما قضى الآخرون في محنة البرد القارس والجوع والمرض والعزلة. القافلة الطبية هذه تخللتها ندوة حقوقية حول الاختطاف القسري وورشات حقوقية بالمكان حول العدالة الانتقالية والتجربة المغربية وجبر الضرر الجماعي والفردي والحفاظ على الذاكرة مع تقديم لمحة تاريخية سوداء لمجموعة من مراكز الجحيم التي ضمت هي الأخرى آلاف المعتقلين والضحايا حينها إلى جانب سجن تازمامارت كسجن قلعة مكونة والكوربيس وعكاشة وآنفا ... هذا وبعد تقديم الفحوصات الطبية وتوزيع الأدوية مجانا على ساكنة المنطقة تم توزيع مجموعة من الأغطية والأفرشة وتقديم أيادي العون و التبرع حسب الاستطاعة من أجل توفير بعض أسباب العيش الكريم للأسر المعوزة والمتضررة من الظروف المناخية القاسية بمنطقة تازمامارت والتخفيف ولو بقليل من المعاناة التي يعيشونها كل يوم.