بعد مجموعة من الخرجات الإعلامية للسيد حسن أوريد الناطق الرسمي باسم القصر الملكيسابقا والذي سبق له أيضا أن كان وليا على جهة مكناس تافيلالت، عبّر من خلالها عن ضرورة تدشين فعل سياسي أمازيغي جرّيء يتجاوز الخطاب الثقافي ويدفع به نحو الولوج الممأسس للساحة السياسية المغربية، في إطار ما اصطلح عليه بالمنظمة الوطنية الأمازيغية للصداقة والتعاون مع شعوب الأبيض المتوسط التي أفرزت بعد ذلك أرضية تازيزاوت. في هذا السياق تُطرح مجموعة من التساؤلات بخصوص الهوية السياسية لهذا التنظيم المرتقب ومحلّه من الاعراب داخل المنظومة السياسية المغربية المتسمة بالضبابية والانبطاح الايديولوجي. وفي انتظار يوم 13 شتنبر القادم، موعد الإفصاح العلني عن الصيغة النهائية لهذه الأرضية السياسية وعن هوية هذا الولود السياسي القادم يحق لنا أن نتساءل: هل خرج حقا حسن أوريد من دار المخزن حينما قرر خوض تجربة سياسية جريئة قد تترجم إلى حزب سياسي؟ هل سيُسمح لحسن أوريد أو العلبة السوداء للقصر ليتزعّم بكل بساطة حزبا سياسيا بخلفية تاريخية ثقيلة معارضة لأسس الدولة المغربية القائمة؟ أم أن المخزن انتبه للخطر الذي قد تشكله الحركة الأمازيغية مستقبلا فأراد أن يوّلد الصيغة السياسية للخطاب الأمازيغي قبل أن تكتمل شروطها ومن ثمة إجهاض الحلم السياسي الأمازيغي المُبادر؟ لماذا التجأ السيد حسن أوريد إلى مجموعة من الفعاليات المغضوب عليها من قبل الحركة الأمازيغية واعتمد عليها بشكل كبير في اللقاءات التحضيرية؟ لماذا تزيزاوت بالضبط؟ هل هذا يعني وفاء الحزب المرتقب للمقاومة الوطنية الحقيقية؟ لكن، هل سيدخل السيد أوريد في صراع محتمل مع رجالات الدولة بالمنطقة خاصة ما يعرف بورثة القائد أمهروق هذا الشخص الذي كان له دور كبير في جريمة الحرب التي قامت بها فرنسا بمعية جهاز المخزن أنداك (سنة 1932) بمنطقة تزيزاوت؟ ثم بأي شكل سيتم إحداث توليفة بين البعدين (الوطني) والإقليمي مادام الخطاب السياسي للمؤسسين ركّز على الانتماء الشمال إفريقي؟ هل ستكون موافقة الداخلية المغربية على هذا التنظيم السياسي الذي يقرّ بأنه مقبل على تصحيح مسار الخطاب الأمازيغي دليلا على انتماءه إلى أجندة المخزن أكثر من انتماءه لجسد الحركة الأمازيغية عكس المنع الذي تعرّض له حزب أحمد الدغرني؟ لكن بالمقابل، هل يمكن اعتبار مبادرة أوريد بديلا حقيقيا لأفق النضال الأمازيغي خصوصا وأن الحركة الأمازيغية غارقة في التشتت وتفتقد للفعالية السياسية المبادرة؟ وهل يمكن اعتبار أرضية تزيزاوت أكثر نجاعة من حيث البراغماتية السياسية التي قد تؤدي إلى قلب معادلات المنظومة السياسة بالمغرب خصوصا إن وقف المخزن إلى جانب (تازيزاوت) كورقة ضغط ضد الحركات الأصولية؟