أصبحنا وأصبح الملك لله. ترجلت إلى جوار ربها بعد صراع شخصي مع المرض وكأنه لا علاج ولا حق في التطبيب، نهاية امرأة دخلت مستعجلات المستشفى الإقليمي بخنيفرة وخرجت على عجل إلى مثواها الأخير دخلت - ظهر ثلاثاء يونيو 2014،- في حالة يرثى لها فتركت على سرير الإهمال والموت. الموت الذي لقته في العاشرة من اليوم الموالي. امرأة في عقدها الخامس حالتها وتقاسيم وجهها، بل حتى بنتها المرافقة لها، تؤكد أنها تنتمي للمغرب العميق، إحدى القرى المهمشة بضواحي مريرت، امرأة استفحل بها المرض وضيق الحال المادي والإقصاء، لا راميد ولا بطاقة وطنية. رن هاتف من مريرت لمساعدة سيدة تعاني تورما على مستوى العنق وعاجزة عن الكلام كل المحاولات لفك لغز "سكانير" المطلوب حسب ورقة الفحص الأولي في ذلك المساء باءت بالفشل أو التأجيل إلى اليوم الموالي. في الصباح لفظت أنفاسها أثناء نقلها أخيرا إلى قاعة السكانير حسب ما أكده ممرض للجنة تتبع مكونة من فبرايرين وحقوقيين. إذا كانت هذه الحالة المأساوية نموذجا تتبعناه وانتهى، فقد انتهينا معه إلى العديد من الأسئلة المؤرقة : - ما حجم المسؤولية التي نتحملها كمجتمع مدني داخل المسؤولية الشاملة التي تتحملها الدولة وأجهزتها ومؤسساتها ؟. - إلى متى ستستمر الفوارق المجالية والاجتماعية الممنهجة في حسم مصير الإنسان وحقه في الصحة والحياة؟. - إلى متى ستبقى الاعتبارات المادية والإدارية عائقا أمام إنقاذ الحالات المستعجلة؟ كل موت في حالة إهمال يخلف وراءه عددا من الغاضبين ويرفع من منسوب الحقد الاجتماعي ضد القطاعات التي تتبجح بالشعارات والشراكة والمواطنة. خنيفرة لا تشكل الاستثناء في مغرب الفقراء . كل روح تزهق بسبب الإهمال تفند سياسات الواجهة وتخلف استياء عميقا وانعدام الثقة في الدولة ومؤسساتها. لجنة التبع :" فبرايريون وحقوقيون".