الأحمر ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    مواجهات بين كبار أوروبا أفرزتها قرعة الدوري الأوروبي    لماذا تسارع استهداف المغرب من طرف الإرهاب؟    إيفاد بعثة مكونة من 272 عضوا لمواكبة المغاربة المقيمين بالخارج خلال شهر رمضان    الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء تحدد تعريفة استخدام الشبكات الكهربائية للتوزيع ذات الجهد المتوسط    نادي القضاة يستنكر تصريحات وهبي ويعتبرها مساسا بهيبة القضاء وسمعته وسلطته واستقلاله    الحسيمة.. توقيف شخص يشتبه في ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في تنظيم الهجرة غير المشروعة والاتجار في البشر    طقس بارد وأمطار وزخات رعدية متوقعة غدًا السبت بالمملكة    الملك محمد السادس يحل بمطار سانية الرمل بتطوان استعدادًا لقضاء شهر رمضان في الشمال    مصرع ستيني في حادث سير بطنجة بعد تعرضه للدهس    الكاتب العام لعمالة طنجة أصيلة يترأس اجتماعا للمصادقة على مشاريع "المبادرة الوطنية"    غرفة الصناعة التقليدية بجهة الشمال تناقش حصيلة نصف الولاية الانتدابية وتدرس الحساب الإداري    على بعد أيام قليلة عن انتهاء الشوط الثاني من الحملة الاستدراكية للتلقيح تراجع نسبي للحصبة وتسجيل 3365 حالة إصابة و 6 وفيات خلال الأسبوع الفارط    ترحيل أربعة نواب برلمانيين أوروبيين موالين لجبهة البوليساريو الإرهابية عبر مطار العيون    الطوب يساهم ضمن وفد مغربي في الدفاع عن مصالح المغرب ببرلمان البحر الأبيض المتوسط    المغرب يشارك في الدورة ال58 لمجلس حقوق الإنسان    مليلية المحتلة تستقبل أول شاحنة محملة بالأسماك المغربية    متابعة الرابور "حليوة" في حالة سراح    نتنياهو يزور طولكرم ويهدد بالتصعيد    الرجاء يعلن منع تنقل جماهيره إلى مدينة القنيطرة لحضور مباراة "الكلاسيكو"    الملك محمد السادس يهنئ عاهل مملكة النرويج بمناسبة عيد ميلاده    المحكمة الإدارية بالرباط ترفض التصريح بتأسيس "حزب التجديد والتقدم"    المندوبية السامية للتخطيط تسجل ارتفاعا في كلفة المعيشة في المغرب    المغرب ضيف شرف المعرض الدولي للفلاحة بباريس.. تكريم استثنائي لرائد إقليمي في الفلاحة الذكية والمستدامة    "حليوة" أمام النيابة العامة بسبب تدوينة حول الرئيس الفرنسي ماكرون    المقاتلات الشبحية F-35.. نقلة نوعية في القوة العسكرية المغربية    حماس: جثة بيباس تحولت إلى أشلاء    منع مشجعي الرجاء البيضاوي من حضور مباراة فريقههم أمام الجيش الملكي    النصيري يسجل من جديد ويساهم في تأهل فنربخشه إلى ثمن نهائي الدوري الأوروبي    الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته    مضمار "دونور".. كلايبي يوضح:"المضمار الذي سيحيط بالملعب سيكون باللون الأزرق"    إطلاق تقرير"الرقمنة 2025″ في المنتدى السعودي للإعلام    روايات نجيب محفوظ.. تشريح شرائح اجتماعيّة من قاع المدينة    شي جين بينغ يؤكد على آفاق واعدة لتنمية القطاع الخاص خلال ندوة حول الشركات الخاصة    المغرب يحافظ على مكانته العالمية ويكرس تفوقه على الدول المغاربية في مؤشر القوة الناعمة    تراجع احتمالات اصطدام كويكب بالأرض في 2032 إلى النصف    إطلاق أول رحلة جوية بين المغرب وأوروبا باستخدام وقود مستدام    فضاء: المسبار الصيني "تيانون-2" سيتم اطلاقه في النصف الأول من 2025 (هيئة)    عامل إقليم الجديدة و مستشار الملك أندري أزولاي في زيارة رسمية للحي البرتغالي    كيف ستغير تقنية 5G تكنولوجيا المستقبل في عام 2025: آفاق رئيسية    "بيت الشعر" يقدّم 18 منشورا جديدا    حوار مع "شات جيبيتي" .. هل تكون قرطبة الأرجنتينية هي الأصل؟    أوشلا: الزعيم مطالب بالمكر الكروي لعبور عقبة بيراميدز -فيديو-    "حماس" تنتقد ازدواجية الصليب الأحمر في التعامل مع جثامين الأسرى الإسرائيليين    طه المنصوري رئيس العصبة الوطنية للكرة المتنوعة والإسباني غوميز يطلقان من مالقا أول نسخة لكأس أبطال المغرب وإسبانيا في الكرة الشاطئية    سفيان بوفال وقع على لقاء رائع ضد اياكس امستردام    6 وفيات وأكثر من 3000 إصابة بسبب بوحمرون خلال أسبوع بالمغرب    غشت المقبل آخر موعد لاستلام الأعمال المشاركة في المسابقة الدولية ل "فن الخط العربي"    ثغرات المهرجانات والمعارض والأسابيع الثقافية بتاوريرت تدعو إلى التفكير في تجاوزها مستقبلا    إطلاق النسخة التاسعة للجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في المجال الفلاحي والقروي    الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تحليل بيانات أجهزة مراقبة القلب    اللجنة الملكية للحج تتخذ هذا القرار بخصوص الموسم الجديد    حصيلة عدوى الحصبة في المغرب    أزيد من 6 ملاين سنتيم.. وزارة الأوقاف تكشف التكلفة الرسمية للحج    دراسة تكشف عن ثلاثية صحية لإبطاء الشيخوخة وتقليل خطر السرطان    الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    الشيخ محمد فوزي الكركري يشارك في مؤتمر أكاديمي بجامعة إنديانا    









تنغير : تراجيديا التنقلات من أجل الاستشفاء في مدن بعيدة
نشر في خنيفرة أون لاين يوم 16 - 03 - 2014

لكل عائلة تنغيرية قصة ذات فصول طويلة من المأساة/ التراجيديا كلما تعلق الأمر بالمستشفى و التطبيب. فإقليم تنغير رغم ثرواته الطبيعية و البشرية و شساعته الجغرافية يفتقر لمستشفى يلبي و لو جزء يسير من حاجيات مواطنيه التواقين لرؤية مدينتهم تحظى بالحد الأدنى من البنيات التحتية و المؤسسات الحيوية في حياة المواطن/الإنسان و خاصة ما يتعلق بالجانب الصحي (مستشفى، مصحات، مراكز إيواء، وسائل اسعاف الخ).
غيرة مجموعة من شباب المنطقة و قفوا على الواقع الصحي المزري لإقليم تنغير نتيجة التهميش المستمر دفعهم لإطلاق حملة يطالبون فيها المسؤولين بالتسريع في بناء مستشفى إقليمي يَقِي المواطن التنغيري من مَشَاق و صدمات و وويلات رحلات الاستشفاء الكثيرة و الطويلة نحو مدن بعيدة و متعددة كفاس و مكناس و مراكش و اكادير و الرباط و وورزازات و الرشيدية.
في ظل غياب مستشفي إقليمي بتنغير، يُحْكَمُ على المواطنين بسطاء و ميسورين بقطع مئات الكيلومترات صوب مستشفيات أقاليم أخرى غالبيتها جد بعيدة و ما يتطلب ذلك من مصاريف مادية باهظة و أتعاب معنوية مضاعفة على المريض و على أهله تنضاف إلى المرض و الألم ...
حالات نادرة هي تلك التي حُكم عليها بالتنقل نحو مدن بعيدة طلبا للاستشفاء و التطبيب و التي نجت من أطوار صدمة أو أشواط درامية مؤثرة. كثيرة هي الحالات التي عاين أهلها أحداثا جد مأساوية و هم يُودعون/يُرسلون مريضهم بعيدا طلبا للشفاء : هذه أم مسافرة نحو مدينة بعيدة تفقد طفلها المريض جدا و هو بين أحضانها قبل وصولها لوجهتها و هذه أخرى يموت جنينها في بطنها وقد بلغها للتو خبر صديقتها و جارتها التي فارقت الحياة هي و جنينها معًا قبل الوصول إلى "هناك البعيد جدا " .
لوعة و جزع شديدين عاشتهما عائلات تنغيرية كثيرة أرسلت مريضا لها إلى " هناك القصي جدا " وهو لازال يدب فِيهِ دَبِيبُ الحَيَاةِ و لم تكن تدرك أن الوداع الأخير قد حل حتى يعود إليها في كَفنٍ و ما يصاحب ذلك من صدمة و حُرقة و ندم و بكاء و أسى! في ظل غياب مستشفى إقليمي محلي، ليس مستبعدا أن يكون هناك من المرضى من يسافر بعيدا لإجراء عملية جراحية لِرِجْلٍ واحدة و إذا به يعود بدون رِجْلِه الثانية التي كانت سليمة و ليس مستبعدا أن يكون هناك أيضا من يتنقل للقيام بعملية جراحية في الرأس و لا يعود أبدا و السبب هو حوادث السير نظرا لطول الطريق و مشقة السفر و بُعْدُ المستشفى بمئات الكيلومترات و طول مدة الانتظار أمام أبواب المَصحات و المستشفيات ...
كثيرة هي العائلات التنغيرية التي فقدت احد أفرادها بعد وقوفها عاجزة مشلولة تتفرج على مريض لها و هو يتألم، يشقى و يموت ببطء لغياب مستشفى بالمدينة و لعجزها عن توفير مبلغ الاستشفاء و التنقل نحو "هناك البعيد جدا " لفقرها و قصر ذات يدها. يا لصدمة عائلات فقيرة أخرى و هي تعود حزينة و خالية الوفاض بعدما باعت كل ما تملك كي تنقد حياة أحد أبناءها و بعدما تحملت عناء التنقل إلى مدينة بعيدة لتكتشف واقعا مريرا يَنْضَافُ إلى مرارة تشربتها جراء مرض ابنها. واقع يقف معه الإنسان مذهولا مصدوما خائبا: رشوة، زبونية، محسوبية ، طول انتظار و لامبالاة.
أمام الوضع الصحي المتردي بإقليم تنغير و نظرا لغياب مستشفى إقليمي بالمدينة يُعْفِي المواطنين من ضرائب نفسية حادة و مادية بالغة جراء التنقل المستمر صوب مدن بعيدة لإجراء أبسط العمليات و أعقدها و نظرا للفقر الذي تئن تحت وطأته معظم الأسر بسبب البطالة و ارتفاع أسعار جميع المواد مع هَزَالة القدرة الشرائية للمواطن فقد أصبح من اللازم التعجيل ببناء مستشفى إقليمي تماشيا مع متطلبات الواقع التي لا تقبل أي تأجيل لهذا الورش الأساسي و المُلِح و انسجاما مع مقتضيات نص الوثيقة الدستورية التي تُصرح وفق "الفصل 31" كما يلي:
"تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية، على تعبئة كل الوسائل المتاحة، لتيسير أسباب استفادة المواطنين والمواطنات، على قدم المساواة، من الحق في العلاج والعناية الصحية والحماية الاجتماعية والتغطية الصحية، والتضامن التعاضدي أو المنظم من لدن الدولة ..."
حمزة الشافعي
16/03/2014
تنغير
المغرب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.