محنة حقيقية يعيشها المرضى بمستشفى ابن طفيل التابع للمركز الإستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، حيث أجبروا على معانقة امراضهم، منذ ثلاثة أشهر في انتظار إصلاح الأعطاب التي لحقت جهاز الكشف بالرنين المغناطيس. الجهاز الخاص بتشخيص جميع الأمراض المعقدة، وبالرغم من كونه الجهاز الوحيد الذي وفرته مصالح وزارة الصحة بمرافقها العمومية، على امتداد مساحة شاسعة من تراب المملكة الشريفة، والذي يغطي حاجيات المرضى من مراكش إلى أقصى أقاليمنا الجنوبية، تعرض لعطب طاريء منذ ازيد من ثلاثة أشهر،جعله خارج الخدمة ومجرد "خردة" . استنجت إدارة المستشفى بالشركة المسؤولة عن صيانة وإصلاح تجهيزاتها الطبية، وحل في أكثر من مناسبة تقنيين وخبراء، عملوا على فحص الجهاز المعطل، دون ان يتمكنوا من تحديد مكامن الخلل، لينصرفوا إلى حال سبيلهم، مخلفين وراءهم جهاز الفحص بالرنين المغناطيسي خارج تغطية الخدمات الصحية للمرضى. وإذا كانت تكلفة هذا النوع من التشخيص تصل إلى مبالغ تتراوح ما بين 3000 و4000 درهم بالقطاع الخاص،فإن أغلب المرضى الفقراء،خاصة الحاملين لبطاقة"راميد"،قد وجدوا أنفسهم في مأزق صحي خارج إرادتهم، ليبقوا في حالة انتظار دون ان تظهر في الأفق أية بوادر تؤشر على قرب إصلاح ما فسد بالجهاز. "سر حتى تعاود ترجع ، راه باقي الراديو خاسر"، كلمة من كثرة ترديدها، أصبحت تشكل حرجا كبيرا لشغيلة القطاع ،الذين ما انفكوا يلقونها في وجه المرضى على امتداد ازيد من ثلاثة أشهر خلت، حين توجههم لمصلحة الفحص محملين بالوثائق الطبية التي تخول لهم القيام بالفحوصات المذكورة. المئات من المرضى الفقراء،يواجهون اليوم مصيرا صحيا مجهولا،في ظل عجزهم عن اجراء الفحوصات بالجهاز إياه، لتحديد مكامن المرض والداء في أجسادهم، وبالتالي تحديد طبيعة العلة لتلقي العلاجات الصحيحة، خصوصا وان معظمهم وبالنظر للأعراض الصحية التي يكابدونها، في حاجة الى اجراء عمليات جراحية لا تحتمل الإنتظار، فأرغموا على البقاء في خانة الإنتظار لأزيد من ثلاثة أشهر لحين إصلاح عطب جهاز الفحص،الذي لازال في وضعية زوجة المنحوس"ماهي مطلقة،ماهي عروس".