طالبت القيادية بمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، خلال استقبالها وفدا بريطانيا برلمانيا، لندن بالاعتذار للشعب الفلسطيني والاعتراف بفلسطين. وقالت عشراوي لدى استقبالها وفدا من حزب “العمال” البريطاني، يوم السبت: “لا ينبغي أن يفرض الماضي الاستعماري سياسات القرن الحادي والعشرين، لذلك أطالب الحكومة البريطانية بالاعتذار عن الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني جراء وعد بلفور، وأن تقوم بعملية تصحيح تبدأ بالاعتراف بدولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967”. وأكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن “إعلان بلفور يمثل مأساة مؤلمة للشعب الفلسطيني، وهو ما زال يعاني من ويلاته وتداعياته حتى اليوم”، بحسب الوكالة الفلسطينية الرسمية. وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي “واحد من مخلفات هذا الوعد البغيض، فلا ينبغي أن يفرض الماضي الاستعماري سياسات القرن الحادي والعشرين”. وقدمت عشراوي عرضا شاملا، للوفد البرلماني البريطاني، لممارسات الاحتلال وتدابيره الأحادية وغير القانونية على الأرض، بما في ذلك، عمليات التوسع والضم الاستيطانية، وهدم المنازل وسياسة العقاب الجماعي بحق شعب أعزل، حيث أكدت أن “هذه الانتهاكات تأتي في سياق سياسة إسرائيل المتعمدة لتدمير حل الدولتين والقضاء على فرص السلام”. وناقش الطرفان، خلال اللقاء، آخر التطورات السياسية والإقليمية، لا سيما ضرورة أن تقوم الحكومة البريطانية بلعب دور أكثر جدية وفاعلية في إنهاء الاحتلال العسكري، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود عام 1967. كما استعرضوا الواقع الفلسطيني الداخلي، بما في ذلك، الخطوات الجدية الجارية لإتمام المصالحة، وضرورة إنجازها باعتبارها وسيلة لتمكين النظام السياسي الفلسطيني محليا وعربيا ودوليا. وشددت عشراوي أيضا على أهمية المشاركة الدولية المتعددة الأطراف، المستندة إلى القانون الدولي والمرجعيات والاتفاقيات الدولية، وقالت: “إن المطلوب من المجتمع الدولي هو الإرادة السياسية اللازمة للتدخل بخطوات ملموسة ومحددة عبر تشكيل آليات للتحكيم والمراقبة والتقييم، وفق سقف زمني ملزم لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة”. “وعد بلفور” هو الاسم الذي يطلق على الرسالة التي بعثها وزير الخارجية البريطاني الأسبق، آرثر جيمس بلفور، في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1917 إلى اللورد (اليهودي) ليونيل وولتر دي روتشيلد، وأعلن فيها أن حكومته ستبذل كل ما بوسعها لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. ويطالب الفلسطينيون رسميا وشعبيا المملكة المتحدة بالاعتذار عن هذا الوعد، الذي يقولون إنه “مهد لإقامة إسرائيل على أرض فلسطين التاريخية”.