يسود نوع من الفتور حملة الانتخابات الجزائية بدائرة الحسيمة والتي انطلقت منذ عدة أيام، ويرتقب أن تنتهي بالتوجه نحو صناديق الاقتراع يوم 21 يوليوز الجاري للتصويت على أبرز اللوائح الانتخابية التي دخلت التنافس بنفس الوجوه السابقة. وربطت المصادر بين فتور الحملة وبين تخوف اللوائح الانتخابية من تداعيات عدم احترام التدابير الصحية المرتبطة بمواجهة الجائحة والتي لا تزال سارية المفعول، وذلك بعد أن كانت السبب في الإطاحة بأربعة مقاعد نيابية تبعا لقرار المحكمة الدستورية. لكن الفتور أيضا يعود إلى طبيعة الانتخابات الجزئية في حد ذاتها، وما يرتبط بهذه المحطة من سياق اجتماعي مطبوع بتراجع في منسوب الثقة بين الكتلة الناخبة وبين الأحزاب السياسية الكبرى المتنافسة، بسبب موجة الغلاء وعدم تحقيق الوعود. ويتواجه في هذه الانتخابات الجزئية بالحسيمة كل من نور الدين مضيان عن حزب الاستقلال، ومحمد الحموتي عن حزب الأصالة والمعاصرة، وبوطاهر البوطاهري عن حزب التجمع الوطني للأحرار، ومحمد الأعرج عن حزب الحركة الشعبية، وعبد الحق أمغار عن حزب الاتحاد الاشتراكي، ونبيل الأندلسي عن حزب العدالة والتنمية. وتراهن اللوائح المتنافسة على حضور قيادات الأحزاب المتنافسة لدعم المرشحين، لكنها تتخوف من تداعيات التدابير الاحترازية، خاصة ما يتعلق بالعدد المخصص للتجمعات، وضرورة الحصول على الترخيص القبلي، واعتماد التباعد، وارتداء الكمامات. وينتظر حزب العدالة والتنمية مشاركة عبد الإله بنكيران في حملة الأندلسي. كما يرتقب أن يحضر نزار البركة، الأمين العام لحزب الاستقلال لمناصرة حملة نور الدين مضيان. ولا يستبعد أن يشارك ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي في دعم مرشح "الوردة" والذي كان طعنه سببا في إلغاء أربعة مقاعد في هذه الدائرة، وإعادة الانتخابات الجزئية بها. ويشير متتبعون للشأن المحلي على أن حضور قادة الأحزاب قد يساهم في تجاوز بعض من الفتور الذي يطبع هذا التنافس الانتخابي الجزئي.