وجد مجتمع "الميم" بالمغرب، خلال الأسابيع الماضية، نفسه أمام حملة من التشهير والابتزاز، أطلقها المتحول الجنسي "صوفيا طالوني"، وكان المستهدفون هم رواد مواقع التعارف الخاصة بالمثليين الجنسيين، الذين سقطوا ضحايا لحسابات وهمية تقوم بتهديدهم بالكشف عن هويتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. الحملة التي طالت هذه الفئة، أخرجت مجموعة من الدواعش من جحورهم، والذي يحرضون على قتل هؤلاء ورجمهم حتى الموت، كما جعلت أيضا هيئات حقوقية تندد بهذا الفعل مطالبة بمحاسبة ومتابعة جميع المسؤولين عن عملية التشهير هذه. وبهذا الخصوص، استنكر فاعلون حقوقيون مثل المحامية خديجة الروكاني، وجمعيات مدنية، هي: "جمعية عدالة"، "مجموعة الفعل النسوي المغرب"، "جمعية أقليات لمناهضة التجريم والتمييز ضد الأقليات الجنسية"، "مجموعة أطياف للتعددية الجنسية والجندرية بالمغرب"، "مجموعة لقاءات فن العيش معا"، "مجموعة نسويات"، "دينامية الترانس"، "الاتحاد النسائي الحر"، "الملجأ للرعاية الصحية والاجتماعية-النفسية"، "منتدى الحداثة والديمقراطية"، "معهد برومثيوس للديمقراطية وحقوق الإنسان"، "ائتلاف 490 خارجة على القانون"، و"مجموعة شابات من أجل الديمقراطية"، (استنكروا) حملة التشهير التي طالت مثليين مغاربة عبر مواقع التواصل الاجماعي، ودعت إلى محاسبة ومتابعة جميع المسؤولين عن عملية التّشهير هذه. وقال الفاعلون في بيان مشترك: "خلال الآونة الأخيرة بدأ المسمى "نوفل موسى" المعروف ب"صوفيا طالوني" المقيم بالديار التركية والحامل للجنسية المغربية، في بث مقاطع فيديو (…) تكشف عن هويات ومعلومات شخصية لمغاربة ومغربيات من مجتمع الميم، في الوقت الذي يحتمي الكثير منهم ومنهنّ في المنزل مع أسرهم بسبب تفشي كوفيد-19، وما تفرضه الظرفية الحالية من اتباع مجموعة من الاحتياطات الآمنة للأشخاص". وأضاف البيان، "تضمنت الفيديوهات مهاجمة واستهانة بمختلف جمعيات المجتمع المدني، وجمعيات محاربة فيروس الإيدز التي تعمل وفق برامج وأنظمة عملية، وتبذل جهودًا كبيرة من أجل الوصول إلى المعلومة والخدمات الصحية، وضمان سلامة وأمن ورفاه مجتمع "+LGBTQA"، والمجتمع المغربي ككل". وأردف البيان أنّ مقاطع الفيديو هذه المنتشرة بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي أدّت إلى "زيادة استخدام بعض تطبيقات الدردشة والتواصل الخاصة بالمثليين، بعد تشجيع-هذا الناشط على موقع إنستغرام-متابعيه على استخدام هذه التطبيقات"، وهو ما أدى إلى نشر بعض الأشخاص "صور ومعلومات مجموعة أفراد مجتمع الميم.ع (…) بغرض التشهير، والإشاعة، في خرق سافر للقوانين الجاري بها العمل لحماية المعلومات، ومحاربة الاستفزاز، والتشهير الرقمي". البيان شدد على كون المثليّين المغاربة الذين طالما عانوا من "رهاب المثلية، والعبور الجندري الممنهجين"، قد تعرّضوا "بسبب هذا الفعل الدنيء والمنحطّ" إلى تهديد "سلامتهم البدنية والشخصية والتشهير بهم ونشر الإشاعة"، وهو ما تجرّمه "جميع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، والدستور والقانون المغربيّان، خاصة ما جاء في الفصل 447 من القانون الجنائي المغربي". واستنكرت الهيئات الموقّعة على البيان ما أسمته "الممارسات الترهيبية والمساس بالحياة الخاصة للمواطنين"، وطالبت الدولة والسلطات المغربية بمحاسبة ومتابعة جميع المسؤولين عن عمليات التشهير الأخيرة في حق أفراد "مجتمع الميم.ع"، وتفعيل متابعة قضائية ضد المدعو "نوفل موسى" لقيامه بأفعال تحريضية ضد أشخاص مغاربة، مع تدقيق المادة 1 من الفصل 431 من القانون الجنائي المغربي وإدراج التمييز على أساس الميول الجنسي والهويات والتعبيرات الجندرية في هذا الفصل، واستبدال "الحالة الصحية" ب "الحالة الصحية الحالية أو المستقبلية". ودعت الهيئات والناشطون الحقوقيون في هذا البيان إلى إلغاء تجريم المثلية الجنسية بالمغرب، وحذف كل الفصول التجريمية في حق "مجتمع الميم.ع المغربي"، وعلى رأسها "الفصل 489" من القانون الجنائي. وأضاف البيان: "إنّ هذه "فصول تمييزية، تكرس للعداء والتمييز المؤسساتي أو السوسيو-ثقافي تجاه كل الأشخاص ذوي الميولات الجنسية، أو الهويات أو التعبيرات الجندرية غير النمطية، وتحرمهم من جميع حقوقهم الأساسية، التي من بينها الحق في الأمان الشخصي والسلامة البدنية، والحق في الحماية القانونية". وكان الكاتب المغربي المثلي عبد الله الطايع قال في تدوينة له على "فيسبوك"، إن مجموعة من المثليين أقدموا على الإنتحار بسبب هذا التشهير، وآخرين طردوا من المنزل بعد اكتشاف اسرهم لحقيقتهم.