قررت عائلة الطفل عمران، ضحية الاغتصاب الذي نجا من موت محقق بليساسفة البيضاء، استئناف الحكم الصادر ضد الجاني بعدما قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالبيضاء منحه عقوبة خمس سنوات سجنا تافذا. ونقلت جريدة "الصباح" في عددها لنهاية الأسبوع، عن فاطمة لمبيض، والدة الطفل عمران البالغ من العمر أربع سنوات، ان الحكم "مخالف للقانون واستخفاف بحق الضحية، خصوصا ان الجريمة تتضمن الخطف والاغتصاب ومحاولة القتل"، إضافة ألى أن الحكم الصادر في حق الجاني ياتي بعد اعترافه بالمنسوب إليه وكذا بجرائم اخرى في حق أطفال آخرين. وأضافت الجريدة على لسان أم الضحية أن المثير في عقوبة خمس سنوات سجنا نافذا ان "الجاني اعترف أمام هيأة المحكمة بأنه حاول قتل الضحايا لكنه لم يوفق في ذلك". وتساءلت المتحدثة ذاتها عن ماهية الحكم الصادر والهدف منه، مشيرة الى انه لا يصدق ولا يمكن تقبله من قبل عاقل، خصوصا بعد ان اصبحت قضية رأي عام وفضيحة أثرت سلبيا على نفسية الضحية وعائلته. وكشفت أم عمران أن الحكم بخمس سنوات لم يخفف ولو نسبيا من النار التي بداخل قلبها جراء ما تعرض له فلذة كبدها، والذي ما زالت تداعباته مستمرة في ما يتعلق بالجانب النفسي، مشيرة الى أنها كانت تنتظر من هيأة المحكمة بعد الاستماع الى عائلة الضحية واعترافات المتهم امام القاضي بجرائمه ان يكون الحكم عبرة لمن تسول له نفسه المساس والعبث ببراءة الطفولة وحياة المواطنين. واعتبرت ام الضحية أن الحكم تشجيع للجاني على مواصلة ارتكابه جرائمه بعد استنفاذ العقوبة، التي لن تكون رادعة له مع حجم الجريمة المرتكبة في حق عدد من الضحايا. وتفجرت قضية الطفل عمران بعد ان عثر عليه في مارس الماضي مدفونا حيا بمنطقة القصبة بحي ليساسفة بالبيضاء، بعد تعرضه لاغتصاب وحشي من قبل قاصر يعيش حالة التشرد، وهي القضية التي تفاعل معها الراي العام وعرفت تعاطفا خاصا من قبل الملك، الذي قرر التكفل شخصيا بمصاريق علاجه ومنح عائلته هبة ملكية للتخفيف من معاناتها الاجتماعية والنفسية. وتمكنت فرقة الشرطة القضائية بمنطقة امن الحي الحسني بالبيضاء، من توقيف الجاني (17 سنة) الذي اعترف انه قام باستدراج الضحية وتعريضه لاعتداء جنسي، قبل ان يقوم بخنقه ودفنه وإلقاء أكوام من الحجارة فوق جسده ووضع غطاء بلاستيكي عليه، قبل ان يغادر المكان معتقدا بأنه قد مات، كما اعترف مغتصب الطفل عمران بأن له سوابق في الاعتداء الجنسي على الاطفال، اذ سبق له ان هتك عرض قاصر واختطافه وتعريضه للضرب والجرح الخطيرين بمكان خال بالحي الحسني في 2012.