ترأس وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت مرفوقا الوزير المنتدب لدى وزارة الداخلية نور الدين بوطيب، صبيحة اليوم الأربعاء، بقصر المؤتمرات في العيون، حفل تنصيب والي جهة العيون الساقية الحمراء الجديد عبد السلام بكرات، خلفا للوالي الأسبق للجهة والمعين على هرم ولاية جهة درعة – تافيلات يحظيه بوشعاب. و وفق ما عاينته "كش24" فقد حضر اللقاء عمال أقاليم السمارة وبوجدور وطرفاية، بالإضافة لمنتخبي جهة العيون الساقية الحمراء على غرار رئيس الجهة سيدي حمدي ولد الرشيد، ورئيس جماعة العيون الحضرية مولاي حمدي ولد الرشيد، ورئيس المجلس الإقليمي، مولود علوات، وشيوخ وأعيان القبائل الصحراء، وفعاليات إقتصادية، وممثلون عن فعاليات المجتمع المدني، وكذا عسكرية رفيعة. وإنطلق حفل تسليم تنصيب الوالي الجديد عبد السلام بكرات، وسلفه بتلاوة آيات من الذكر، تلاها تلاوة ظهير التعيين الذي أكد على الرعاية المولوية السامية التي تحظى بها الاقاليم الجنوبية للمملكة، وأشاد بالمسار المهني المتميز لوالي جهة العيون الساقية الحمراء الجديد عبد السلام بكرات والممتدة لخمسة وثلاثين سنة من العطاء والتفاني بمسؤولية ووطنية منقطعة النظير، قبل أن يتوجه وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت بكلمة للحضور. وشدد وزير الداخلية في كلمته أن تعيين عبد السلام بكرات واليا على جهة العيون الساقية الحمراء، يجسد الرؤية الملكية القائمة على تمثيل الجهات بكفاءات قادرة على مواجهة التحديات المطروحة لتنزيل الإصلاحات الكبرى للدولة طبقا للاهداف المسطرة لها، وذلك قصد دعم المسار التنموي ومواصلة خدمة المواطنين وتدبير شؤونهم على نحو رشيد تحت القيادة السامية للملك محمد السادس. وكشف عبد الوافي لفتيت أن ورش الجهوية المتقدمة يعد هرم الاولويات ويعتبر خيارا استراتيجيا للدولة سعيا لتحديث هياكلها والنهوض بالمنطقة ووفق مسؤولية، خاصة بالجهات الجنوبية لحقيق نمو مستدام بمساهمة كل المتدخلين والقطاعات العمومية والخاصة. وأسس وزير الداخلية على وجوب تسريع ورش الجهوية المتقدمة لبناء دولة حديثة بنخبة ذات كفاءة وبانخراط تام لمختلف الفاعلين والقوى الحية لمواكبة مختلف مراحل الوش والتعبئة له، مضيفا في أن تطبيق الجهوية المتقدمة يتماشى وتنزيل النموذج التنموي المعلن عنه منذ الخطاب 6 نونبر 2015 بمناسبة الذكرى الاربعين والذي أكد فيه جلالة الملك محمد السادس أن تطبيق النموذج التنموي يُجسد الوفاء بالتزامات الملك محمد السادس تجاه الاقاليم الجنوبية، وإرادة جلالته أن يكون دعامة للاندماج ويعزز إشعاع الصحراء كقطب إقتصادي وطني وصلة وصل بين المغرب وافريقيا، موردا أن النموذج جعل من المواطن صنوانا له من خلال توفيره ل130 ألف منصب شغل وبغلاف مالي يناهز 77 مليار. وجدد عبد الوافي لفتيت التأكيد على المخططات التنموية بالأقاليم الجنوبية أضحت واقعا ملموسا، مشيدا بانخراط كل القطاعات على تنزيله، مستحضرا أرقام جهة العيون الساقية الحمراء فيما يتعلق بالنموذج التنموي، حيث خصص لها 279 برنامجا استثماريا بقيمة 40 مليار درهم، وصلت نسبة إنجازها 67 في المائة، منها 36 انتهت الاشغال بها. وأشار وزير الداخلية أن الامل معقود على تلك البرامج لاعطاء نفس قائم على رؤيا يحركها الوعي بارساء دعائم التنمية وإبراز خصوصيات الأقاليم الجنوبية. وإستحضر عبد الوافي لفتيت في كلمته انتصارات الدبلوماسية المغربية على غرار مصادقة البرلمان الأوروبي على اتفاقية الفلاحة والصيد البحري، الشيء الذي يعد اعترافا بالمجهودات التنموية المغربية على أراضيها وسيادتها الوطننية ووحدتها الترابي، ويؤسس لصوابية الموقف المغربي، وكذا يدحر أطروحة الانفصال. وأفاد عبد الوافي لفتيت أن مسؤولية الولاة تتضمن ضمان الفعالية والنجاعة عبر الحرص على تناسق المخططات الوطنية بناء على التوجه الملكي، وتستوجب العمل وفق روح التعاون المثمر والبناء بعيدا عن المصالح والحسابات الضيقة، مؤسسا ان دور الولاة في مبدأ اللاتمركز الاداري يتركز على الاشراف على النموذج التنموي والحرص عليه واستشراف آفاق جديدة له، مضيفا أن إصلاح مراكز الاستثمار وآليات اشتغالها سيساهم في الارتقاء بها ويجعل منها فاعلا متميزا لتحفيز الاستثمار وجعل المغرب قاطرة للتنمية. وعرج عبد الوافي لفتيت في ختام كلمته على وجوب عمل الوالي الجديد عبد السلام بكرات وفق مقاربة تكاملية مع الأجهزة الأمنية بشكل استباقي يوفر أمن المواطنين ويحمي متلكاتهم بشكل ناجع، مشيدا في الآن نفسه بعمل الوالي السابق يحظيه بوشعاب وخبرته وعمله بروح وطنية، حاثا شيوخ القبائل والفعاليات السياسية والإقتصادية والمدنية على العمل معه بروح وطنية باعتبارهم ممثلين حقيقيين للمنطقة ومنافحين شرسين عن عدالة القضية الوطنية السيادة الكاملة، متوجها بالشكر للقوات المسلحة الملكية والسلطات المحلية والامن والدرك الوطني والوقاية والقوات المساعدة بحكم سهرها على خدمة رعايا الملك وخدمة الصالح العام.