شهدت مدينة الصويرة خلال سنة 2018 التي ودعناها نتائج وصفت بالتاريخية في مجال تدفق السياح على هذه الوجهة ، مما يؤشر على أن هذا القطاع يعيش وضعية المعافاة والنتائج الايجابية ، مما جعل المهنيين يتطلعون إلى استمرار هذه الوضعية خلال سنة 2019. وإذا كانت الصويرة ، المعروفة ب"مدينة الرياح" قد أنهت سنة 2018 على إيقاع التحسن في مجال النشاط السياحي الذي يعتبر قطاعا حيويا في النسيج الاقتصادي بالإقليم ، كما يعكس ذلك معدل ملء الفنادق ومؤسسات الايواء السياحي المصنفة التي حققت نسبة 100 في المائة بمناسبة احتفالات راس السنة الميلادية ، فإن ذلك راجع بالأساس للجهود المبذولة والمتضافرة لعدد من المتدخلين ، في مقدمتهم السلطات الإقليمية ، ومصالح وزارة السياحة ، والمهنيين ، والمكتب الوطني للمطارات ، والمكتب الوطني المغربي للسياحة ، وجمعية الصويرة موكادور، التي تضطلع بدور حيوي في هذا المجال منذ حوالي ثلاثة عقود. وقال رئيس المجلس الإقليمي للسياحة ، رضوان خان، إن الصويرة بلغت مرتبة تبعث على الارتياح في ما يتعلق بتدفق السياح بفضل الاهتمام المتنامي الذي يوليه الأوربيون لهذه الوجهة ، معربا عن امتنانه للجهود المبذولة من طرف مختلف المتدخلين لتحقيق هذه النتيجة لاسيما في ما يتعلق بتوفير الأجواء الآمنة ، والحرص النظافة ، وتنويع المنتوج والخدمات المقدمة للسياح. وأضاف أن هذه المجهودات جعلت الصويرة تحتل موقعا مهما في أجندة متعهدي الرحلات السياحية المغاربة والأجانب ، مبرزا أن المجلس الإقليمي للسياحة متفائل إزاء مستقبل النشاط السياحي في مدينة الرياح مستشهدا في هذا السياق بمعدل العودة ، حيث غدت هذه الوجهة تستقبل العديد من السياح المعتادين على زيارتها في فترات متعددة خلال السنة الواحدة. وأوضح خان أن هناك عدة اعتبارات وراء تشبث السياح وحرصهم على زيارة الصويرة من ضمنها على الخصوص مناخ المدينة ، وقربها من القارة الأوربية ، وأجواء الانفتاح والحميمية السائدة فيها ، وغنى وتنوع موروثها التراثي والمعماري والحضاري الذي أهلها لتكون قبلة مفضلة للفنون والثقافة في مختلف تجلياتها. وتشير الارقام الصادرة عن المندوبية الإقليمية للسياحة بالصويرة إلى أنه خلال الشهور العشر الأولى من سنة 2018 ، سجلت هذه الوجهة تحسنا في عدد ليالي المبيت بمعدل 10 في المائة . أما بخصوص عدد الوافدين فقد ارتفع بدوره بمعدل 15 في المائة. ومن أجل الحفاظ على هذه الدينامية الإيجابية ، وضع المجلس الإقليمي للسياحة بالصويرة إستراتيجية براغماتية وطموحة ترتكز على مقاربة تشاركية وضعت ضمن اولوياتها التركيز على الترويج والتسويق لهذه الوجهة ، مع العمل على تعزيز الربط الجوي ، حيث اشار رئيس المجلس الإقليمي إلى أن هناك مجهودات متواصلة تبذل من اجل إعادة إطلاق خط جوي يربط مدينة الرياح مع العاصمة لندن . وأضاف أن هناك مفاوضات أخرى جارية في هذا الصدد من اجل إطلاق خطوط جوية مباشرة تربط الصويرة مع مدن مدريد وبرشلونة ، مشيرا إلى أن المجلس يروم ايضا اقتحام سوق جزر الكناري التي لا تبعد جوا إلا بكيلومترات معدودة عن مدينة الصويرة ، معتبرا أن هذه السوق الواعدة تتوفر على رصيد يتراوح بين 15 و 20 مليون سائح سنويا. وقد انعكست هذه الدينامية في النشاط السياحي على مستوى الحركية المسجلة في المطار الدولي الصويرة موكادور الذي احتفل يوم 26 دجنبر 2018 ، للمرة الأولى في تاريخيه ، ببلوغ عتبة المسافر رقم 100 الف في السنة ، والذي حل بمدينة الصويرة على متن رحلة قادمة من مدينة بوردو الفرنسية. وقد تنقل عبر مطار الصويرة موكادور الدولي مع نهاية شهر نونبر الماضي 95 ألف و 31 مسافرا ، وترتبط هذه المحطة الجوية ، التي تحتل الرتبة 11 بين مختلف مطارات المملكة ، مع 24 وجهة جوية أسبوعيا. وقد شهد النشاط الجوي لهذا المطار خلال السنوات العشر الأخيرة تطورا محسوسا حيث تضاعف هذا النشاط ثلاث مرات تقريبا ، إذ قفز عدد المسافرين من 25 ألف و 795 شخصا سنة 2007 ، إلى 83 ألف و 414 مسافرا سنة 2017 ، أي بمعدل تحسن بلغت نسبته 44 ر12 في المائة سنويا وفقا للأرقام الصادرة عن المكتب الوطني للمطارات. وضمن الاستراتيجية المتبناة من طرف المجلس الإقليمي للسياحة قصد الحفاظ على استمرارية الدينامية التي يعرفها النشاط السياحي في الصويرة ، أشار السيد خان إلى أن المجلس يعتزم ايضا الرفع من جهوده وتنويع مبادراته التواصلية قصد الترويج للمؤهلات المتوفرة في هذه الوجهة ، وجعلها تحظى بالاهتمام اللازم من طرف متعهدي الرحلات السياحية سواء منهم المغاربة أو الأجانب ، وكذا من طرف شركات الطيران ، فضلا عن المشاركة في المعارض والملتقيات السياحية الدولية . وفي هذا السياق ، أعرب عن اعتزازه بالأهمية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس لمدينة الصويرة ، مشيرا في هذا السياق إلى ترؤس جلالته يوم 22 أكتوبر 2018 لمراسيم التوقيع على الاتفاقية الإطار المتعلقة بالبرنامج التكميلي لتأهيل وتثمين المدينة العتيقة للصويرة بغلاف مالي قدره 300 مليون درهم ، وذلك بهدف تقوية جاذبية المدينة العتيقة للصويرة المصنفة كتراث عالمي من طرف منظمة ال"يونسكو". وأوضح أن المجلس الإقليمي والسلطات الإقليمية وباقي الشركاء يعملون على قدم وساق من اجل تمتيع وجهة الصويرة بمخطط سنوي للتنشيط الذي يعتبر وسيلة هامة لتعزيز جاذبية المدينة ، والرفع من إمكانيات عودة أفواج السياح لزيارتها ، وتمديد فترة إقامتهم بين أحضانها ، مؤكدا أن جميع الشروط متوفرة من اجل جعل جاذبية الصويرة كوجهة سياحية رهانا قابلا للإدراك والتحقق.