بعد أكثر من عقد من التعاون المثمر فيما يتعلق بالهجرة والتنمية، في إطار "مسلسل الرباط"، يلتئم، الأربعاء، بمراكش، المؤتمر الوزاري الخامس للحوار الأورو -أفريقي حول الهجرة والتنمية، بمشاركة وزراء وممثلين رفيعي المستوى من الاتحاد الأوروبي وأفريقيا، وذلك، كما جاء في بيان للمنظمين، "من أجل إعادة التفكير في الحوار وتحديد أولوياته للفترة 2018 – 2020، مع متابعة الالتزامات السياسية للبلدان الشريكة في شمال وغرب ووسط أفريقيا ودول أوروبا، والتي تم اتخاذها في 2006 من أجل بناء مقاربة شاملة متوازنة ومتفق عليها بخصوص تدبير قضية الهجرة". وينتظر أن يشهد المؤتمر، الذي ينظم بدعم من الرئاسة الحالية ل"مسلسل الرباط" والرئاسة المقبلة، اعتماد برنامج التعاون متعدد السنوات، وكذا إعلان وخطة عمل مراكش. وسيوسع هذا البرنامج، حسب ذات البيان، الإطار الاستراتيجي الحالي (برنامج روما) من خلال ضبط التوجهات السياسية للسنوات القادمة وطرق تنفيذها. ومن بين المبادرات الرئيسية لخطة العمل، تعزيز مزايا ومنافع الهجرة فيما يتعلق بالتنمية، ومعالجة الأسباب العميقة للهجرة غير الشرعية وظاهرة النازحين، وتعزيز الهجرة القانونية والتنقل، وتعزيز الحماية واللجوء، وتوقع ومكافحة الهجرة غير النظامية وتهريب والاتجار بالبشر، وتبادل النقاش في إطار روح الشراكة والشفافية بخصوص قضايا العودة وإعادة القبول والإدماج وفق ما أورده موقع إيلاف. وقد تم إنشاء آلية مبتكرة، تحت مسمى "آلية الالتزام لخطة عمل مراكش ل 2018 _ 2020″، بهذه المناسبة والمبدأ بسيط، يوضح المنظمون: كل بلد شريك في "مسلسل الرباط"، مشارك في المؤتمر الوزاري، يمكنه أن يلتزم بدعم واحد أو أكثر من بين إجراءات من خطة عمل مراكش. وستأخذ أمانة الحوار، التي يوفرها المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة، علماً بجميع الالتزامات التي تم التعهد بها، مع دعم تنفيذها وفقاً للاحتياجات المحددة. وبالإضافة إلى ذلك، يهدف المؤتمر إلى وضع "مسلسل الرباط" ضمن الإطار العالمي للهجرة، وتعزيز دوره في مراقبة تنفيذ خطة عمل "لافاليتا" المشتركة وضمان احترام الالتزامات التي تم اتخاذها من قبل شركاء "مسلسل الرباط" في قمة "لافاليتا" حول الهجرة في نوفمبر 2015، زيادة على التزامهم بمبادئ التضامن، الشراكة والمسؤولية المتقاسمة في التدبير المشترك لقضايا الهجرة في احترام تام لحقوق الإنسان. ويسبق مؤتمر مراكش اجتماع للمسؤولين رفيعي المستوى في اول مايو . ومع الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، التي تم تبنيها في سبتمبر 2013 ومشروع قانون لمكافحة الاتجار وتهريب البشر الذي تم تبنيه في اغسطس 2016، يضيف البيان، عززت المملكة المغربية التزامها لصالح تدبير مفتوح، متسامح ومتناغم بصدد تدفقات الهجرة في المنطقة. لذلك، تمثل استضافة هذا المؤتمر ورئاسته، تقديراً لدور المغرب الرائد وجهود تدبير الهجرة التي اعترف بها اخيرا، في القمة التاسعة والعشرين للاتحاد الأفريقي. وفي هذا السياق، من المقرر أن تستضيف المملكة المغربية المؤتمر الحكومي الدولي حول الهجرة الدولية بهدف اعتماد الميثاق العالمي للهجرة الآمنة، النظامية والشرعية، وذلك يومي 10 و11 ديسمبر المقبل. يشكل "مسلسل الرباط"، الذي تم إطلاقه في 2006، مبادرة طويلة الأمد، خلقت مستوى فريداً من التوافق والرؤية المشتركة للتدبير المتناغم والكفء لتدفقات الهجرة على طول مسارات الهجرة التي تربط وسط وغرب وشمال أفريقيا بأوروبا. وتم تنفيذ إجراءات ملموسة بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي لمكافحة الهجرة غير النظامية، وتهريب المهاجرين والاتجار بالبشر، وتعزيز فرص الهجرة القانونية وتعزيز القدرات الإدارية واللوجستية، فضلا عن النظم القضائية والأمنية في البلدان الشريكة. يشار إلى أن "مسلسل الرباط" هو مسلسل حكومي دولي، يضم 58 بلداً شريكاً، المفوضية الأوروبية ولجنة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، ترتكز شراكتهم على مجموعة من المبادئ، التي تعكس رغبة مشتركة في معالجة قضايا الهجرة بطريقة مرنة ومتوازنة، في إطار روح المسؤولية المشتركة.