هوية بريس – د. رشيد نافع الصنهاجي المتأمل في واقع حال المجتمع اليوم، وما يطالب به أهل التغريب والعلمنة من خروج المرأة من بيتها "وهذا هو أساس ما يريدونه" سواءً عملت المرأة أم لم تعمل، المهم لديهم أن المرأة تخرج من بيتها، وتصبح أُلعوبة في أيدي العابثين بالأعراض، يفعلون كما فعل أشياعهم من قبل حتى أصبحت المرأة مهانة ذليلة دنيئة خسيسة لا قيمة لها، إنما متاع يُتمتع بها ثم تُرمى، وتستخدم أداة عارية في الإعلانات التجارية والأفلام وغيرها. لا عليك يا شيخ عمر فدعاة الرذيلة والانحطاط ودعاة التبرج والسفور والاختلاط من بني علمان ومن هم على أشكالهم جوهرا وفكرا يريدون المرأة سلعة رخيصة يتلاعبون بها كيف شاؤوا ومتى شاؤوا يدعونها للانحطاط والسفور والرذيلة والحب الموهوم والرومنسي من خلال أفلامهم الهابطة ومسلسلاتهم البائرة، والنتيجة ضياع الفتاة، وضياع شرفها ودينها، ودمار لحياتها ومستقبلها. يكفيك يا شيخ عمر أنك من دعاة الفضيلة وحماتها من رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعاة والعلماء الذين يريدون للمرأة المغربية العزة والكرامة والشرف في الحياة الدنيا والآخرة، تأمرها بالفضيلة والحياء وترشدها لسلوك أطهر وأشرف الطرق مسترشدا بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ذات الوقت توجه بإذن الله وتوفيقه من وقعت في شيء من ذلك وتنتشلها من بين أيادي ذئاب البشر. نعم يا شيخ عمر إذا رجعنا للسبب الحقيقي لضياع المرأة وجدناهم بني علمان وسفهاء وأشكالهم من خلال دعواتهم المستمرة للاختلاط والسفور والتبرج ومن خلال دعواتهم لتذويب الحواجز بين الجنسين لتتهذب الغريزة الجنسية -زعموا وكذبوا- ومن خلال قنوات الإعلام الهابط التي تبث مسلسلات العهر والفاحشة وأفلام الرذيلة التي توهم الشاب والفتاة بالحب الموهوم والعلاقات الوردية الكاذبة، ومن خلال مقالات وكتابات الأهوائيين والشهوانيين من ليبراليين وعلمانيين التي تدعوا لتحرير المرأة وأنها محبوسة ومكبوتة، ومن خلال صرف الفتيات والشباب عن الدين والتربية على الكتاب والسنة. الحقيقة أن الكلام يطول في هذا الميدان في محاربة بني علمان للفضيلة تحت عباءة حرية المرأة زعموا، ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، ومن السوار ما أحاط بالمعصم، والعاقل يعرف الحق والباطل، فيتبع الحق، ويترك الباطل، فقد ظهر الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقاً، وقال تعالى: "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ" [الأنبياء18].