ترددت مدة في الكتابة عن ما انتشر اليوم من أنواع العلاجات البديلة أو الموازية، ومنها على وجه الخصوص ما يسمونه "العلاج بالطاقة"، وقد احتجت لمراجعة المؤلفات فيه، والنظر في حقيقته، وتأملت في ذلك تأمل المستبصر، الراد للفروع إلى أصولها، إلى أن تحققت الأمر في ذلك. العلاج بالطاقة، أو Reiki طريقة علاج مستوحاة من الفلسفة الباطنية البوذية، استخلصها وكشفها راهب ياباني اسمه Mikao Sunuai Usui من بوذية الزين Zen، وهي إحدى أشهر مدارس البوذية في العالم، ويقوم هذا العلاج على أسس باطنية تعتقد وحدة الوجود الصوفية، وترى أن "الله" تعالى عبارة عن طاقة كامنة في الكون، ويقوم دور المعالج على الربط بينها وبين المريض عن طريق اللمس أو المحاذاة باليد بإحدى الحركات الرمزية الثلاثة المعروفة، ويعتبر المعالج نوعا من الشامان كما تشير إليه أحد أجزاء رمز الريكي باللغة اليابانية، ويصحب هذه العملية في الأصل التكلم بتعويذة Mantra، وهي تعويذة هندوسية مقدسة تقرأ أثناء عملية العلاج ثلاث مرات مع كل حركة رمزية مع ذكر اسم المريض. قد يمارس المؤمن بهذه الطريقة العلاج على نفسه، ويصل في بعض مستويات العلاج إلى التأمل البوذي على طريقة بوذية الزين المسماة "الزازين". خلاصة الأمر أن هذا النوع من العلاج قائم على أسس وثنية كفرية، فلا يجوز ممارسته بحال، ومن يدعي أنه يمارسه بدون استحضار هذه العقائد فإنه يمارس شيئا آخر غير "الريكي" وهو أقرب إلى الشعوذة والكذب على الناس لأخذ أموالهم. كتبت هذا عندما لاحظت وجود بعض المراكز المختصة في هذا إما علاجا أو تعليما في الرباط والدار البيضاء، والغريب في الأمر أن بعض المعالِجات المغربيات تلقت ذلك بالإسناد إلى ماكاو السابق الذكر! يكفي هذا لبيان حقيقة الريكي، وإلا فيحتاج الأمر إلى توسع نسبي. ونصيحتي أن يحذر من هذا النوع من العلاج الذي صار بعض الغافلين يجعلون له لباسا إسلاميا، وهو نوع من التسرب الباطني الوثني، والذي يجهل حقيقته كثير جدا من الناس. ………………………………………….. يراجع لهذا: "الموسوعة الهندوسية"، باللغة الإنجليزية "الإرث السانسكريتي، قاموس السانسيكريتية"، باللغة الفرنسية. "فن والممارسة الروحية للريكي" لباتريس غروس، باللغة الفرنسية "الريكي" لميشيل ماتيو، باللغة الفرنسية برنامج وثائقي عن أنواع العلاج البديل على قناة ميدي1 باللغة الفرنسية.