تظن إنْ غَلَبَتْ حسناتُك سيئاتك أنك أفلتَّ من العقوبة؟ تظن إن رحمك الله ولم يعذبك أنك أفلتَّ من العقوبة؟ يا مسكين! ويا مسكينة! ستأتيك فُرص، الواحدة منها خير من الدنيا وما فيها: – فتاة تقول لك: (لستُ مقتنعة بالحجاب، ولا أحبه، مع أني أعلم أنه أمْرُ الله، ساعدني، ساعديني)… فهي تكره شيئا من شعائر الدين، وهذا أخطر بكثير من التبرج، وهي تحس بوجود خلل وتريد المساعدة. – شباب صغار ضائعون على قارعة الطريق، يخرج من أفواههم كفرٌ واستهزاء بالدين، مررتَ بهم في لحظة صفاء تركَتْهم فيها الشياطين قليلا! – قد كان يمكن لك أن تستغل هذه اللحظات الفارقة…قد كان يمكن لغَيرتك على الدين أن تشتعل في قلبك، فتسِحَّ عيناك دمعا، وترجف شفتاك وترق قسمات وجهك وتنساب على لسانك كلمات صادقة يكتب الله بها الإيمان في قلوبٍ انفتَحَتْ لك للحظةٍ صفحةً بيضاء… فتقلب الغافل والمستهزئ والنافرة إلى عبد لله صالح وصالحة، ويبدأ عد أعماله في ميزان حسناتك، حتى لو لم تلق الله إلا به لرجوت رحمته. – قد كان يمكن أن تنالك هذه (الكرامة). – لكن…! اجتمعت عليك خائنة عينيك وذنوبٌ استهنت بها…فجثمت على قلبك وأطفأت جذوتك وربطت لسانك! فخرجت منك كلماتٌ ميتة لم تؤثر فيك فضلا عن أن تؤثر في سامعيها! ومرت هذه اللحظة التاريخية، وفقدتها، ربما… إلى الأبد! – عندها ستفهم جيدا معنى الخذلان! استهنتَ بالمعاصي، وفضلتَ شهواتٍ زينها الشيطان على فتوحات الرحمن. وقلت في نفسك: (سيُغفر لنا… نعمل حسنات تغمرها… الله رحيم فعسى ألا تمسنا عقوبة). وما فكرت في ضياع فرص الكرامات.. وكفى بها عقوبة!