لما يعم الحزن و تنتشر الأخبار السيئة، من الطبيعي أن يسعى الخيرون إلى البحث عن أدنى خبر مفرح لعله يخفف من وطأة التعاسة في البلاد و بين أوساط العامة، و لو تعلق الأمر بالطماطم فقط. فبعد أن انخفض ثمن الطماطم قبل يومين إلى حدود 3،50 درهم و ظن الناس بأنه انتصار حققته الحكومة فهللوا و أشاعوا الخبر المفرح، عاد الإرتفاع الصاروخي في ثمن الطماطم إلى ما فوق 12 درهم. لقد ساءت الأوضاع لدرجة أن المهتمين الحكماء كفوا عن انتقاد الحكومة في الملفات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية اعتقادا منهم بأن فاقد الشيء لا يعطيه، و بأن لا داعي لتأزيم الوضع أكثر مما هو عليه عبر الإستمرار في تقديم تحاليل موضوعية بناءة، لأن الحكومة لن تستطيع في الوقت الراهن التعامل معها أو الإستفادة منها لتحسين أدائها لأسباب تتعلق بظروف خارجية و داخلية أيضا. و من أجل تجنب الصمت المريب غير الصحي للبلاد و العباد، ارتأى المهتمون الحكماء أن موضوع "الطماطم و السردين و البصل"، مثلا، يشكل جبهة في المتناول قد تمكن من تحقيق انتصار لرفع المعنويات العامة، فكان ما كان من انتصار وهمي في معركة الطماطم لم يدم أكثر من يوم و ليلة حيث عاد ثمن الطماطم إلى ما كان عليه، و انتصر المضاربون و السماسرة و الوسطاء كالعادة، و انهزمت مرة أخرى حكومة عزيز أخنوش في هذه المعركة، و لكنها مجرد "معركة" يمكن تداركها و أما "الحرب" فمستمرة… طيب. إذا كان المخطط الأخضر قد حقق زيادة في الإنتاج مكنت الحكومة من تصدير كميات هائلة من المنتجات الفلاحية نحو أوروبا و إفريقيا، فقد تسبب ربما ذلك في خلل في الأسواق الداخلية أدى إلى ارتفاع الأسعار بما يفوق القدرة الشرائية للأغلبية الساحقة من المواطنين، في غياب أدنى إلتفاتة معقولة إلى تدني الأجور عبر استغلال قسط من عائدات التصدير، مثلا، لرفع الأجور بهدف إنعاش الأسواق الداخلية. و أما قضية الوسطاء الذين يزيدون الطين بلة، فكيف يقول الوزير الناطق باسم الحكومة مصطفى بايتاس بأنه لا يعرفهم و بأنها مشكلة معقدة، في حين أن مجرد فرض اقتناء المنتوج في عين المكان من عند الفلاح مباشرة مع توثيق العملية بواسطة عقد نموذجي يحمل اسم و رقم البطاقة الوطنية للمشتري يكفي لمعالجة هذا المشكل البسيط… و على كل حال، تبقى الأفكار متوفرة لكل غاية مفيدة و رهن الإشارة عند الطلب… و لكننا لن نستسلم لليأس، و سنبدع في مجال البحث عن صناعة شربة رمضان المفضلة لدى المغاربة بدون طماطم، في انتظار عزم حكومة أخنوش القيام بهجوم مضاد كاسح يفرض استقرار ثمن الطماطم في 3 دراهم على الدوام و ليس في يوم واحد.