مفتي القدس يشيد بدعم المغرب تحت قيادة جلالة الملك لدعم صمود الشعب الفلسطيني    "إسرائيليون" حضروا مؤتمر الأممية الاشتراكية في الرباط.. هل حلت بالمغرب عائلات أسرى الحرب أيضا؟        إنقاذ مواطن فرنسي علق بحافة مقلع مهجور نواحي أكادير    ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صحافة العلماء بالمغرب
نشر في هوية بريس يوم 22 - 11 - 2022

تنبه علماء المغرب إلى ما للصحافة من دور كبير في عملية الإصلاح. وقد برز اهتمامهم بالصحافة، خلال فترة مهمة من تاريخ المغرب؛ عندما كان الاستعمار الأوروبي يعمل جاهدا على البحث عن كل الوسائل التي تمكنه من احتلال البلاد(1).
وكانت الصحافة من هذه الوسائل التي توسل بها لتحقيق مطامعه، وهكذا أصبحت مدينة طنجة توفر ابتداء من عام 1287ه – 1870م على مجموعة من الصحف، معظمها في ملك يهود، وبعضها من إصدار القنصليات الأجنبية، خاصة الفرنسية والإنجليزية، تصدر باللغات: العربية والفرنسية، والإنجليزية: مثل «أنباء المغرب» و«السعادة» وقد اتخذت من الدعوة إلى (حماية) المغرب من طرف الدول الأوروبية رسالة (تبشر) بها(2).

الانطلاقة
وإذا كانت مدينة طنجة (3) نظرا -لموقعها ووضعيتها- قد أصبحت أوائل القرن الميلادي الحالي مركزا للصحافة الأجنبية الناشرة للفكرة الاستعمارية، فإن عاصمة المغرب العلمية (فاس) تعد أول مدينة مغربية تصدر بها أول جريدة أنشأها رجل وطني في المغرب. وقد حملت هذه الجريدة اسم «الطاعون» وأصدرها محمد بن عبد الكبير الكتاني سنة 1324ه 1906م (4).
عملت هذه الجريدة على التصدي لمقولات الصحف التي كانت تصدر بطنجة، وعلى فضح النوايا الاستعمارية، مع الدعوة إلى الإصلاح في شتى المجالات.
وفي الفترة نفسها ظهرت صحف أخرى كمجلة «سنان القلم» التي أصدرها محمد العابد بن سودة، وجريدة «المفاكهة» التي أصدرها عبد الحي الكتاني، وجريدة «تنبيه المستبد» التي أصدرها محمد بن يحيى الصقلي(5).
والملاحظ أن هذه النهضة الصحافية قامت على أكتاف العلماء، -خاصة رجال جامع القرويين- الذين تنبهوا مبكرا لدور الصحافة في نشر الوعي، ومقاومة الاستعمار.
وقد سار علماء المغرب من الذين أتوا بعد ذلك الرعيل الأول على نهج أسلافهم فاهتموا بالعمل الصحافي، وأصدروا مجموعة من الصحف والمجلات أسهمت بنصيب وافر في الدعوة والإصلاح ومقاومة الانحراف.
وتختلف هذه المرحلة عن المرحلة السابقة بشكل واضح، فقد أصبحت صحافة العلماء، صحافة دعوة وإصلاح، بعد أن تمكن الاستعمار الأوروبي من احتلال البلاد وفرض (حمايته) عليها.
وانتقل الإصدار إلى مدينة تطوان التي تأسس بها عام 1335ه -1917م أول مجمع علمي مغربي. كان له دور ملحوظ في بعث الحركة الثقافية بما نشر من مطبوعات، خاصة جريدة «الإصلاح» التي رأس تحريرها محمد العربي الخطيب(6).
ومن خلال أعداد هذه الجريدة نتبين ملامح الدعوة الإصلاحية التي برزت من خلال مقالات رئيس تحريرها التي تدور حول الطرقية المنحرفة، والدعوة إلى إصلاح التعليم ونشر اللغة العربية والاهتمام بالصناعات الحديثة.

مجلات العلماء
وعلى هذا المنهج سارت المجلات التي أصدرها: محمد الطنجي(7)، ومحمد تقي الدين الهلالي(8)، ومحمد داود(9)، ومحمد المكي الناصري(10).
فبعد احتجاب «الإصلاح» عرفت مدينة تطوان نهضة صحافية مهمة، فصدرت عشرات الصحف السياسية والعلمية والأدبية، وتعتبر مجلة «الإرشاد الديني» أول مجلة إسلامية تصدر بالمغرب وتتبنى الدعوة السلفية التي برزت أوائل العهد الاستعماري كقوة دافعة نحو التحرر ومقاومة التيارات المنحرفة، وإذا كانت الدعوة السلفية التصحيحية قد لقيت قبولاً لدى الشباب المغربي -بصفة خاصة- فإن مجلة «الإرشاد الديني» كانت الصوت المعبر عما يختلج في نفوس الدعاة من تطلع إلى فضح أعمال المستغلين للشعب باسم الدين من دعاة البدع والضلالات.
وقد وجد القارئ في أعداد المجلة مقالات متعددة عن البدع والخرافات، خاصة منها ما كان منتشرا آنذاك. كما قرأ عدة مقالات عن مفهوم كلمة «التوحيد» وحقيقة الإيمان، ودراسات حول الفقه ووجوب إصلاحه.
وإذا كانت «الإرشاد الديني» لم تكمل سنتها الأولى، فإن أعدادها ظلت متداولة بين القراء. ومرجعا لدراسة الدعوة السلفية بالمغرب.
ولم تمض بضعة أعوام حتى أصدر الدكتور محمد تقي الدين الهلالي مجلة» لسان الدين«(11) التي عرفت انتشارا ملحوظا واستطاعت أن تجمع بين أقلام دعاة الإصلاح والسلفية في المغرب والمشرق، أمثال: عبد الله كنون، محمد علي الطاهر، عبد الظاهر أبو السمح، محمد بهجة البيطار، شكيب أرسلان، محمد الطنجي.
وعلى صفحاتها كتب الدكتور الهلالي مجموعة من المقالات في الدعوة، مثل: «توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية»، «الكرامات الحقيقية»، «اتباع الرسول لا يجتمع مع التعصب والتقليد» «العقيدة السلفية والعقيدة المبتدعة».
وقد كان صدور «لسان الدين» في فترة نشطت فيها الدعوة السلفية بالمغرب نشاطا ملحوظا وبرز فيها دعاتها، وفي مقدمتهم محمد بن العربي العلوي وتقي الدين الهلالي.
وبعد أن اضطر الدكتور الهلالي إلى مغادرة المغرب(12)، تولى عبد الله كنون إدارة «لسان الدين» فسار على منهج سلفه. وقد استطاعت «لسان الدين» أن تستمر في الصدور مدة فاقت مدد المجلات الأخرى.
وقبل صدور هاتين المجلتين بأعوام كان محمد داود قد أصدر مجلته «السلام»(13). وإذا كان صاحب (السلام) دعا في الكلمة الافتتاحية للعدد الأول إلى إنشاء صحف «مختلفة الموضوعات متنوعة الأساليب» فإن الصحف التي نتحدث عنها قد تباينت فيما بينها فتنوعت أساليبها، واختلفت موضوعاتها.
فإذا كانت «الإرشاد الديني» قد التزمت خط الدعوة السلفية، فإن «لسان الدين» جمعت بين الأدب والدعوة. أما «السلام» فقد اتجهت وجهة الدعوة إلى الإصلاح في ميدان التربية والتعليم بصفة خاصة، وأولت اهتماما ملحوظا لعمل الحركة الوطنية الهادف إلى تحرير البلاد من رق الاستعمار.
وهكذا قرأنا على صفحاتها مقالات لرواد الحركة الوطنية: علال الفاسي، عبد الخالق الطريس، سعيد حجي، محمد بن الحسن الوزاني، محمد بنونة. كما قرأنا الأناشيد التي كانت تلقى في التجمعات الخطابية، والتي كانت تلهب حماسة الجماهير، وتجدد فيهم الشوق إلى عهد الحرية والاستقلال.
وقد حرصت «السلام» على إصدار ملحق مصور مع كل عدد يمكن اعتباره الآن وثيقة عن ملامح الحركة العلمية والثقافية والسياسية بالمغرب عامة، وتطوان بصفة خاصة، فقد ضم صور طائفة من العلماء والأدباء والسياسيين، ومختلف الأنشطة الثقافية، وأهم الأحداث.
أما مجلة «المغرب الجديد»(14) فقد امتازت بلون خاص، لقد رأى مؤسسها أن شباب المغرب أصبحوا: (وكأنهم أوصياء هذه الأمة وأطباؤها يحرسون تراثها ويعالجون أمراضها، وقد أخذوا على أنفسهم عهدًا أن يجعلوا الأرض المغربية جنة من جنان الدنيا وأن يرفعوا العقلية المغربية إلى أسمى الدرجات في سماء الفكر العليا)(15).
وقد رأت «المغرب الجديد» أن تتجه اتجاها (صالحا مفيدًا) في خدمة العقلية المغربية بتعريف الشعب المغربي بنفسه وبغيره، وذلك من خلال معرفة الأرض التي يسكنها: مميزاتها وخصائصها، مع تعرف تاريخها بفضائله ونقائصه، والاطلاع على مدنية الشعوب المعاصرة (ذات الحضارة الصناعية والآلية ولا سيما شعوب البحر الأبيض المتوسط)(16).
وإن على الشعب المغربي -وهو الشعب المتدين أن يكون على علم بدينه، واطلاع على واقع الشعوب والجماعات الإسلامية التي تربطه بها روابط الدين ومصالح الملة العليا.
وقد رأت المجلة ألا تهتم بمشكلات السياسة الداخلية لأسباب، منها: أنها من اختصاص الصحف اليومية والأسبوعية.
وباستعراض صفحات أعداد «المغرب الجديد» نقرأ عناوين مقالاتها، مثل: «الحكومة الحسنية والامتيازات الأجنبية(17)، «الحركة السلفية والصفات العامة لوجهتها الحاضرة»(18). «أبو علي البوسي«(19)، »دعائم الإصلاح الديني» (20).
كما نقرأ لطائفة من كتاب المشرق والمغرب مثل: شكيب أرسلان، توفيق الحكيم، مصطفى صادق الرافعي، مصطفى المراغي، أحمد حسن الزيات، علال الفاسي، محمد القري، محمد المختار السوسي، عبد المجيد بن جلون.

جرائد العلماء
اهتم علماء المغرب بالجرائد، وقد حدثني أستاذنا عبد الله كنون أن أكبر رغبة لم يتمكن من تحقيقها هي إصدار جريدة يومية تواكب الأحداث.
وقد استطاع ثلة من العلماء إصدار صحف تصدر مرة أو مرتين في الأسبوع.
وتأتي جريدة «الريف» التي أصدرها التهامي الوزاني(21) في مقدمة الجرائد التي استمر صدورها لعدة سنوات(22).
ومع أن المغرب كان يرزح آنذاك تحت الحكم الأجنبي، فإن مدير «الريف» أعلن في افتتاحية العدد الأول أن: «الريف تألو على نفسها أن تكون في السياسة الداخلية للمغرب مغربية قحة لا تقبل هوادة ولا مداراة، وإن من مبادئنا الأساسية الأولية السعي والعمل بكل الوسائل المشروعة لتكوين وحدة إسلامية محكمة الربط بين الأقطار التي تدين بما أنزل في ليلة القدر.
ويتحدث عن نظرة العالم والمثقف إلى الصحافة، فيقول: وحاجتنا إلى الصحافة تختلف عن حاجة المرتزقين المحترفين؛ لأننا نعتبر الصحافة أمانة فكرية يجب أداؤها تامة كاملة…».
وقد اهتمت «الريف» بالحوادث والأخبار المحلية وبأخبار الحركة الوطنية، ونشرت مقالات وخطب زعماء الحركة الاستقلالية، وظلت افتتاحياتها تعبر عن روح الوطنية الإسلامية. وفي الفترة نفسها أصدر محمد داود، جريدة «الأخبار»(23) التي اهتمت بأخبار العالم عامة، والعربي والإسلامي بصفة خاصة، وخصصت صفحة مصورة للحوادث، وقد أعلن مديرها عن خطة الجريدة بقوله: «إن عملنا مصحوب بالاجتهاد والتجديد لا بالجمود والتقليد، وإذا كان لنا رائد في كفاحنا فإنما هو الإخلاص، الإخلاص لديننا الحنيف بالمحافظة التامة على مبادئه السامية ونشر فضائله العليا والدفاع عنه ضد كل من يريد مس شيء من مقدساتنا، والإخلاص لوطننا ومقاومة كل من تسول له نفسه الاعتداء على أي حق من حقوقنا».
وقد ضمت الأعداد أبوابًا ثابتة هي:
– أنباء العالم.
– في بلاد العروبة والإسلام.
– الثقافة العامة (تراجم لأعلام المغرب).
كما أصدر محمد المكي الناصري جريدة «الوحدة المغربية»(24) التي حدد أهدافها في:
1- الدفاع عن المبادئ العامة للوطنية المغربية وتتجلى في حماية العروبة والإسلام وتحرير الشعب من كل أنواع الاستعباد.
2- تعريف المغاربة بقضية بلادهم والوضعية الحاضرة بها.
3- أن تكون صلة وصل بين المغاربة وإخوانهم في الشرق والغرب.
وقد عملت جريدة «الوحدة المغربية» على فضح الدسائس الاستعمارية، خاصة إبان صدور (الظهير البربري)(25) ونددت بالاعتقالات التي كان يتعرض لها زعماء الحركة الاستقلالية. وفي ميدان الدعوة ساندت الحركة السلفية الداعية لتصحيح العقيدة ومقاومة المد الخرافي.
تلك كانت انطلاقة العمل الصحفي لعلماء المغرب خلال العهد الاستعماري (1912-1956م).
وإذا كانت كل هذه الصحف والمجلات التي تحدثنا عنها قد توقف صدورها خلال الفترة المذكورة، فإن علماء المغرب عملوا بعد الاستقلال على إصدار صحف ومجلات مختلفة، وهكذا صدرت جريدة «الميثاق»(26) وجريدة «الحسني»(27) ومجلة «البينة»(28) ومجلة «الكلمة»(29) وغيرها. غير أن هذه الصحف والمجلات توقف صدورها. لتخلفها ولتسير على خطها صحف ومجلات يصدرها علماء ودعاة من الشباب، نذكر منها: «النور»(30) «الجهاد»(31) «الإحياء»(32) «الاعتصام»(33) «مجلة دار الحديث الحسنية»(34) «الراية»(35) «الصحوة»(36).

——————-
الهوامش:
النص نشر بمجلة الفيصل؛ السنة 17؛ العدد:203؛ جمادى الأولى 1414ه/أكتوبر-نوفمبر 1993م – ص:99-103.
(1) برزت المطامع الأجنبية في احتلال المغرب أوائل سنة 1276ه – 1859م عندما أقدمت إسبانيا على احتلال مدينة تطوان (1860م) ومنذ ذلك التاريخ ودول أوروبا (إسبانيا، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) تسعى إلى إيجاد الجو المناسب لتدخلها، وقد عرف المغرب موجة من الاضطرابات مما فسح المجال أمام التدخل الأجنبي، خاصة بعد مؤتمر الجزيرة الخضراء (1906م)، فأخذت دول أوروبا تحشر أنفها في أمور المغرب الداخلية وتفرض رأيها حتى تم لها الأمر بإعلان الحماية الإسبانية والفرنسية عام 1330ه (30 آذار/ مارس 1912م).
(2) زين العابدين الكتاني: الصحافة المغربية، نشأتها وتطورها. ص 96، 100، 137.
(3) تطل مدينة طنجة على بوغاز جبل طارق، وقد كانت قبل الحماية مركزا للبعثات الدبلوماسية الأجنبية، ولذلك كانت مقرا لوزير خارجية المغرب، وهذه الوضعية فرضت عليها نوعا من التفتح مما ساعد على ازدهار الصحافة الأجنبية فيها. وقد سمحت تلك الصحافة لنفسها بعدم احترام المشاعر الدينية، وبالتطاول على سيادة البلاد. وقد حاولت السلطات توقيفها، غير أن الدول الأوروبية الممولة لها امتنعت عن توقيفها. وهكذا استمر صدورها إلى العهد الاستعماري.
(4) محمد بن عبد الكبير الكتاني (1290-1327ه) من علماء فاس، فقيه متصوف، شارك بنصيب وافر في الحركة الإصلاحية الداعية إلى المطالبة بالدستور وإقامة الشورى، له عدة مؤلفات. انظر كتاب: (ترجمة الشيخ محمد الكتاني الشهيد).
(5) الصحافة المغربية، نشأتها وتطورها ص:105-108.
(6) محمد العربي الخطيب (1304-1400ه) درس بفاس ثم بالأزهر، والتحق بدار الدعوة والإرشاد وتتلمذ على الشيخ محمد رشيد رضا، وبعد عودته للمغرب عمل مديرًا للنشر بالمجمع العلمي، وتولى رئاسة تحرير جريدة «الإصلاح» وجريدة «شمال أفريقية» وشارك بالكتابة في مختلف صحف تطوان إلى جانب عمله في التدريس.
(7) محمد الطنجي (1320-1411ه) درس بتطوان وفاس وتخرج في كلية أصول الدين بالأزهر، عمل أستاذاً، ثم مديرا للمعهد الديني، وبعد الاستقلال عمل رئيسًا لقسم الوعظ بوزارة الأوقاف، وانتخب نائبا للأمين العام لرابطة علماء المغرب. أصدر مجلة «الإرشاد الديني» وكتب في عدة مجلات وصحف.
(8) محمد تقي الدين الهلالي (1311-1407ه) ولد بسجلماسة -المغرب- ورحل لطلب العلم. درس بفاس، بجامع القرويين، ثم بمصر، وبعد الحج توجه إلى الهند لدراسة الحديث، ثم استقر مدة بالعراق، توجه بعدها إلى المدينة النبوية حيث عين مراقبا للمدرسين في المسجد النبوي. تعددت رحلاته بين الهند والعراق وسورية وألمانيا التي حصل من جامعتها (جامعة برلين) على درجة الدكتوراه سنة 1940م. اشتغل بالتدريس في عدة أقطار وبعدة جامعات آخرها الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. في عام 1394ه عاد إلى المغرب ليتفرغ للدعوة واستقر أخيرا بمدينة الدار البيضاء وبها توفي. له عدة مؤلفات ومقالات منشورة في مختلف الصحف والمجلات بالمغرب والمشرق.
(9) محمد داود (1318-1404ه) ولد بتطوان، وبها تابع دراسته الأولية، ثم التحق بجامع القرويين. وبعد عودته لتطوان أسس (المدرسة الأهلية) سنة 1343ه وعمل بها مديرا وأستاذا. وفي عام 1347ه أنشأ (المطبعة المهدية) التي تولت طبع جل الكتب والصحف الصادرة بتطوان في عهد الحماية. في سنة 1361ه عين مديرا للمعارف، فساهم في تطوير مناهج الدراسة خاصة في المعاهد الدينية، أصدر جريدة «الأخبار» الأسبوعية، وساهم بقسط وافر في حركة التواصل الثقافي بين المغرب والمشرق. ألف عدة كتب، منها «تاريخ تطوان» 12 مجلدا، وكتاب «تاريخ النقود المغربية»، وكتاب «على رأس الأربعين» وكتاب «عائلات تطوان».
(10) محمد المكي الناصري (1324ه -1414ه) درس بمسقط رأسه (الرباط) ثم تابع دراسته بجامعة القاهرة وبكلية الحقوق بجامعة جنيف، تشبع بالدعوة السلفية، وساهم في الحركة التعليمية وعمل في الميدان النضالي السياسي، شغل عدة مناصب منها وزارة الأوقاف. له عدة مؤلفات.
(11) صدر عددها الأول في شهر ذي القعدة 1357ه (كانون الثاني/ يناير 1939م) ولم يصدر منها سوى ستة أعداد آخرها في شوال 1358ه (كانون الأول/ ديسمبر 1939م).
(12) خلال الفترة من عام 1942م إلى عام 1948م أقام الدكتور الهلالي بمدينة تطوان، حيث مارس نشاطا علميا ملحوظاً ودعا بكل الوسائل ومنها الصحافة إلى تصحيح العقيدة وفي شعبان 1365ه صدر العدد الأول من مجلة «لسان الدين» وظل يعمل رئيسا لتحريرها إلى أن غادر تطوان فتولى الأستاذ عبد الله كنون إصدارها من بعده.
(13) صدر العدد الأول من مجلة «السلام» في جمادى الآخرة 1352ه (تشرين الأول/ أكتوبر 1933م) وقد استطاعت رغم العراقيل المادية أن تتم سنتها الأولى وكان العدد العاشر (رجب 1353ه) آخر عدد يصدر منها.
(14) صدر العدد الأول منها في ربيع الأول 1354ه (حزيران/ يونيه 1935م). واختتمت سنتها الأولى بالعدد المزدوج (التاسع والعاشر) (ذو القعدة ذو الحجة 1354ه) وتوقفت عن الصدور في سنتها الثانية.
(15) مجلة «المغرب الجديد» العدد الأول الافتتاحية.
(16) مجلة «المغرب الجديد» عدد 1 ص:3.
(17) العدد السابع: رمضان 1354 ه بقلم محمد المكي الناصري.
(18) بحث بقلم (هنري لاوست) عربه محمد بن الحسن الوزاني. ونشر في حلقات من العدد الثاني إلى العدد الثامن.
(19) بحث بقلم علال الفاسي نشر في الأعداد 4،5،7.
(20) مقال لمحمد المكي الناصري العدد الأول.
(21) التهامي الوزاني (1321-1393ه) من رجال الوطنية والتعليم والصحافة، شارك في الحركة المناهضة للاستعمار، وساهم في تأسيس المدارس الأهلية، عمل في إدارة مجموعة من المدارس والمعاهد، تولى عمادة كلية أصول الدين بتطوان. وكان من مؤسسي رابطة علماء المغرب له عدة مؤلفات في تاريخ المغرب، طبع بعضها.
(22) صدر العدد الأول من جريدة «الريف» في 9 جمادى الآخرة 1355ه (آب/ أغسطس 1936م) من أربع صفحات مرتين في الأسبوع.
(23) صدر العدد الأول من جريدة «الأخبار» في 1 ذي الحجة 1354ه (آذار/ مارس 1939م) أسبوعية (مؤقتا) وصدر العدد الخامس في 20 محرم1355 (12 نيسان/ أبريل 1936م) وهو آخر عدد صدر منها.
(24) صدر العدد الأول من جريدة «الوحدة المغربية» في (3 شباط / فبراير 1937م) وقد استمرت تصدر ثلاث مرات في الأسبوع إلى سنة (1949م).
(25) (الظهير البربري) قانون فرنسي للتفرقة بين العرب والبربر في شتى المجالات وفي مقدمتها الأحكام التي عمل المستعمر على أخذها عن الأعراف البربرية القديمة، وقد واجه المغاربة هذا القانون، وكانوا يرددون في المساجد بعد الصلوات: «اللهم يا لطيف نسألك اللطف فيما جرت به المقادير ولا تفرق بيننا وبين إخواننا البرابر». وقد فشل هذا المخطط.
(26) أصدرتها «رابطة علماء المغرب» وتولى عبد الله كنون إدارتها.
(27) أصدرتها وزارة الشؤون الإسلامية بإشراف علال الفاسي وإدارة محمد المدور.
(28) أصدرها علال الفاسي عن وزارة الشؤون الإسلامية.
(29) أصدرها علماء سوس.
(30) أصدرتها «جمعية البعث الإسلامي» ويتولى إسماعيل الخطيب إدارتها.
(31) أصدرها محمد بخات.
(32) أصدرتها «رابطة علماء المغرب» وتولى عبد الله كنون إدارتها.
(33) أصدرتها جمعية العلماء خريجي دار الحديث الحسنية.
(34) يتولى إدارتها د. محمد فاروق النبهان.
(35) يديرها عبد الإله بن كيران.
(36) يديرها مصطفى الرميد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.