البعض يسخر من كلام قيل عن تمويل الكونغرس الأمريكي لبعض الإعلاميين المتخصصين في الهجوم على الإسلام في بعض القنوات الفضائية؛ ويعتبرون هذا الكلام داخلا في "عقلية المؤامرة". هذه للأسف عقلية العوام الذين إذا التقطوا فكرة فيها نوع من التحدي حولوها إلى نوع من العدوى التي تنتشر سريعا؛ وفي مواقع التواصل يوجد الكثير من الثرثرة ولكن مساحة التفكير صغيرة جدا؛ إنها تشبه عرسا مفتوحا يرقص فيه الجميع بعد شبعوا شربا. تمويلات الكونغرس الأمريكي لهذه البرامج معروفة على نطاق عالمي. بعد تفجيرات 2001 وضعت أمريكا خطة لمخاطبة عقول المسلمين بشكل مباشر؛ وفي 2001 أنشأت إذاعة سوا؛ وفي 200 أنشأت قناة الحرة وجعلتها تابعة للكونغرس الأمريكي؛ والبرامج التي كان يقدمها المدعو إسلام بحيري والمدعو إبراهيم عيسى مدعومة من الكونغرس عن طريق القناة؛ يعني هم يتقاضون تعويضاتهم من ميزانية الكونغرس. وقد تتبعت برنامج إبراهيم عيسى الذي كان يستضيف فيه "الباحثين"؛ فرأيت أنه ما من شخص يهاجم الإسلام ويجمع بين الحقد والجهل إلا وجيئ به ضيفا؛ بل لاحظت في أحيان كثيرة أن بعض الردود على بعض الأسئلة كان يتم الاتفاق عليها في الكواليس؛ وذلك من خلال تبادل الأدوار بين الضيف والمذيع. ولمن لا يعرف المعلومة نقول له إن المدعو إسلام بحيري تلقى تدريبا إعلاميا في أمريكا قبل أن يعطى له برنامج؛ وزورت له شهادة جامعية في الدراسات الإسلامية مثله مثل المدعو سيد القمني؛ وعلى الرغم من السموم التي يروجها إبراهيم عيسى إلا أن أخس وأحقر وأنذل هذه المخلوقات هو بحيري الذي علموه تقنية خاصة تجمع بين الكلمة ولغة الجسد؛ وقول نصف كلمة تاركا المشاهد يكمل من دماغه. وفي التقرير الشهير الذي وضعه مركز راند حول إصلاح الإسلام تم التأكيد على ضرورة ترويج كتابات محمد شحرور وأدونيس بالحرف؛ لذلك تلاحظون أن شحرور كان يأتي ضيفا على برامج خليجية صنعت خصيصا من أجله؛ بل دار على جميع القنوات الفضائية في الخليج التي أقامت له إشهارا تجاريا واسعا رغم أنه مجرد شخص تافه وأحمق. ونفس الأمر بالنسبة لادونيس؛ ويكفي ولوج اليوتيوب لمشاهدة هذه البرامج المعدة على المقاس. ولا يوجد شيء غريب في هذا؛ فنحن نعيش في عالم مفتوح؛ والحرب الثقافية والفكرية والاعلامية ضد الإسلام ليست جديدة؛ الجديد هو الوسائل المحدثة لهذه الحرب؛ وهي وسائل في يد الجميع اليوم؛ لذلك من الواجب المشاركة ولو بشق… كلمة.