دعوة الصائم لها وقتان: وقت عام، فالصائم يحرص على الدعاء يومه كله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ترد دعوتهم.. والصائم حتى يفطر". (حسن.أحمد.8043)، فقوله "حتى يفطر". يدل على أن دعاءه تمام النهار مستجاب.(حاشية السندي.599/1). ووقت خاص، وهو وقت الفطر، وقد اختلف في موضعه على أقوال: – القول الأول: أن الدعاء يكون قبل الأكل، لأنه بمجرد غروب الشمس يحصل الفطر أكلت أم لم تأكل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الليل قد أقبل من ها هنا، فقد أفطر الصائم".(البخاري.5297.مسلم.1100). فقوله: "فقد أفطر الصائم". معناه أنه قد صار في حكم المفطر وإن لم يأكل (شرح المشكاة.الطيبي.106/2). – القول الثاني: أنه بعد الأكل، ودليله قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله".(حسن.أبو داود.2357). وظاهر اللفظ والمعنى أنه يكون بعد الأكل. – القول الثالث: أنه حين الأكل، ودليل هذا حديث: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: ..والصائم حين يفطر".(حسن.ابن حبان.7387). – القول الرابع: يكون الدعاء قرب الفطر، لحديث: "إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد".(حسن.ابن ماجة.1753). – القول الخامس: هو مخير، سواء دعا قبل الأكل أو حاله أو بعده كل هذا وقت للفطر جمعا بين النصوص. والمسلم يحرص على الدعاء قبل وبعد الأكل، حتي يحيط فطره بالدعاء، وكل هذا وارد في النصوص ولله الحمد.