1 ينكرالملاحدة على المسلمين إيمانهم بأمور غيبية غير ملموسة ولا محسوسة لا لشيء إلا لأنه قد ورد ذكرها في القرآن الكريم… 2 وينسى هؤلاء المهابيل أن عمومهم أيضا يؤمنون بالغيب، لكنه من نوع آخر… 3 فمن من الملاحدة استطاع تتبع تفاصيل الاكتشافات العلمية الحديثة المتعلقة بعلم الفلك، أو الطبيعيات، أو الفيزياء، أو البحار والمحيطات، … أو غير ذلك من العلوم التي تحتاج إلى معارف خاصة لا يتقنها إلا أصحاب التخصص، فمن منا تتبع مراحل تكون الجنين على سبيل المثال ؟، ومن استطاع مراقبة الكواكب وقياس قربها أو بعدها من القمر؟ ومن يعلم المعادلات والتجارب العلمية التي أثبت من خلالها العلماء كروية الأرض ودورانها؟ ومن يستطيع منا ومنهم حساب سرعة الدوران وكتلة الأرض وقطرها ؟ ومن يستطيع أن يؤكد بالدليل القاطع أن الشمس أكبر من الأرض، وأنها تحتوي على نسب متفاوتة من الغازات المختلفة، … من سبق له أن رأى الذرة، ونواتها ومكوناتها؟ بل من منا رأى كرياته الحمراء والبيضاء والتي يؤمن بها أغلب أهل الأرض؟ … من منا معاشر المسلمين ومعاشر الملاحدة رأى عقله، أو لمس خزان ذاكرته، أو نظر إلى المادة الرمادية؟ 4 حينما يذهب المريض سواء أكان مؤمنا أم محدا أو هما معا عند الطبيب المختص في الأمراض الخبيثة كالسرطان مثلا، ويخبره بأنه مصاب بهذا الداء الخبيث وأنه يجب استئصاله ؟ هل يا ترى نظر هذا المسكين في الأدلة الملموسة والمحسوسة على صدق ذلك الطبيب ؟ أم أنه طالبه بالدخول معه إلى المختبر قصد التأكد من صحة التشخيص…؟ 5 حينما يشتري العبد اختيارا (المؤمن)، أو اضطرارا (الملحد) جهازا جديدا، أو هاتفا بديعا، ثم ينظر في كتاب التعليمات المصاحب له، فيرى شروط وضوابط الاستعمال، هل يمتثل دون أن يفكر، أم أنه يعمل عقله، ولا يقلد غيره، ويرصد مظاهر الاضطراب المزعوم في المنتوج والتي تعني حسب هذا الملحد أن صانع ذلك الجهاز غير موجود… 6 أليست النتيجة واحدة، ألسنا نحن وهم نؤمن على حد سواء بالغيب، غير أننا نقدم ما يخبرنا به مبدع هذا الوجود من عدم، ونذعن له، ولا نناقشه في ملكه، ولا نستدرك عليه في أمره، ونستسلم له استسلاما مطلقا، لأنه خالق الكون وواضع قواعده وقوانينه سبحانه وتعالى عما يصفون… وهم يقدمون ما توصلت إليه أنظار العلماء والمجتهدين على عقولهم وإن كانت تلك النتائج عبارة عن ظنون…