هوية بريس – الأربعاء 06 نونبر 2013م يعرف الجميع الدور الذي يلعبه عمال الإنعاش الوطني خارج أو داخل الإدارة ويقدر أكثرهم العمل الذي يقومون به، لكن ما لا يعرفونه أو ما لا يريدون معرفته هو أن هذه الفئة المذكورة المحرومة من أبسط الوسائل والحقوق. وهي التي تلعب دورا أساسيا في المدينة من أشغال عمومية؛ كصباغة الطرقات والتنظيف والاشتغال ليل نهار في الأعياد والمناسبات التي تحتفل بها المدينة؛ لا يتمتعون بأية حقوق لقانون الشغل؛ فهل أجرة ألف درهم في الشهر تكفي أن يتكفل شخص لوحده كي يعيل عائلة؟ كما أن هؤلاء العمال ليس لكثير منهم الحق في الترسم وهذا ما يجعل الكثير منهم يكتفون في التعبير باستحياء على ما يعيشونه في انتظار أن يحل الفرج، فهل من التفاتة أيها المسئولون لهذه الفئة المسجونة والمحكوم عليها بالأعمال الشاقة دون الدفاع عن نفسها أو البحت عن من يدافع عنها؛ خاصة وأنها محرومة من أبسط حقوقها؟ فهناك من العمال الذين يشتغلون في الإنعاش من لا يتسلمون راوتبهم في وقتها ويتم استغلالها من قبل مسؤوليهم دون أي وجه حق ودون أية مراعاة لظروفهم الاجتماعية التي تزيد يوما بعد يوم سوءا. فبدل الاهتمام بهم وتحسين وضعيتهم نجدهم وبشكل تعسفي محرومون من أبسط الحقوق، وترى رئيسهم دائما يهددهم بالطرد لأنهم لا يحملون أية وثيقة تحميهم وتحمي مستقبلهم الذي يظل في عالم المجهول!! مما يولد عندهم عدة مشاكل نفسية واجتماعية. كل هذه الأمور تفرض علينا طرح الأسئلة التالية : متى ينصف عامل الانعاش وتقدم له كامل مستحقاته المالية دون أي اعتبار لما قد يحدث للعامل من نكسة ترجع عليه وعلى عائلته التي يتكفل بها بالضرر؟ أم أن الفئة أصحاب المناصب الذين يتقاضون الملايين لا تهتم ولا تبالي بهاته الفئة المستضعفة من المواطنين؟ أليس يملك هؤلاء المستضعفون كامل حقوقهم الوطنية؟ ألسنا سنعيش في فوضى عندما يمتنع الجميع عن هذه المهنة، أم يا ترى حاجة المساكين كافية لأن يخضعوا لممارستها؟ كفاكم استهتارا بحقوق الناس وسلامتهم؟