يطرح كثير من المواطنين تساؤلات حول جدوى الكمامة عند الخروج من المنزل للوقاية من خطر الإصابة بفيروس "كورونا"، ويعود ذلك لأنواع هذه الكمامات التي قد تزيد من فرصة انتقال العدوى بدلا من الحماية من كوفيد-19. قال عبد الرحيم الدراجي، دكتور في الصيدلة، وعضو كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، إنه تختلف أنواع وجودة الكمامات المتواجدة حاليا، بالأسواق، غير أن أحسن أنواعها هي تلك الطبية، التي يمكن أن يستعملها جميع الأشخاص بما فيهم الأطباء والصيادلة، إلا أن الأقنعة ذات أربع طبقات، المسماة FFP2، التي يستعملها الأطر الصحية هي الأكثر فعالية في الحماية من الفيروس. وأبرز المتحدث ذاته، في تصريح للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن غالبية الأشخاص يستعملون الأقنعة التي يمكن إعادة استعمالها لعدة مرات بطريقة غير صحيحة، حيث يجهلون كيفية استعمالها بشكل سليم، نظرا لكون هذه الكمامات المصنوعة من التوب لها مدة صلاحية معينة ولا ينبغي تجاوزها. وحذر الصيدلاني من شراء الأقنعة التي تباع في الشارع، لأنها أكثر عرضة لجمع الجراثيم وغير صالحة للوقاية من "كورونا"، موضحا أن هذه الكمامات يتم تصنيعها بالقطاع غير المهيكل، وغير خاضعة للمراقبة. وقال الدراجي إن وزارة الصناعة والتجارة بعدما أعطت ترخيصا للمعامل بتصنيع الكمامات، خلال الأيام الأولى من بروز الفيروس، حددت لهم المعايير التي ينبغي اتباعها، من بينها الثمن والجودة، ولكن عندما بدأت الوضعية الوبائية تتراجع، لم يعد هناك أي مراقبة داخل المجال، مما سمح للقطاع غير المهيكل بالانفتاح على هذا النوع من الصناعة، فأصبحت الأسواق المغربية مليئة بمنتوجات غير صحية، وتباع بأثمنة جد رخيصة، حتى أن بعد التجار يعرضونها على أرصفة الشوارع بشكل عشوائي. وينصح الخبير في علم الصيدلة بشراء الكمامات من الصيدلية، باعتبار أنها تبيع منتوجات صحية وخاضعة للمراقبة، بالإضافة إلى الانتباه إلى مكان تصنيع هذه الأقنعة. من جهته، قال البروفسور مصطفى الناجي، الخبير في علم الفيروسات بكلية الطب بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن الفيروس لا ينتقل عبر الهواء فقط، فالكمامة هي جزء من عملية الحماية، إلا أن الفيروس يمكن أن ينتقل للشخص عن طريق العينين أو اليد، مشددا على أن الكمامة لا تحمي بنسبة 100 في المائة، لكنها تبقى وسيلة مناسبة وينبغي على الميع الالتزام بارتدائها للتقليل من خطر العدوى. وينصح البروفسور بارتداء الكمامة في الأماكن التي يكون فيها الاكتظاظ، مع مواكبة هذه الوسيلة بالتباعد الاجتماعي وكثرة غسل اليدين، لأنه هناك عدة وسائل للحمامة تضاف إلى الكمامة. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أوصت بارتداء الكمامات في الأماكن العامة للحد من انتشار فيروس كورونا، كما حذرت من أمور أخرى مرتبطة بارتداء تلك الكمامات، منها أن هذه الأقنعة يمكن أن تزيد من المخاطر الصحية إذا قام الناس بتلويثها عن طريق لمسها بأيد متسخة. وبعد تسجيل المغرب لأرقام قياسية من حالات الإصابة بفيروس كورونا، في ظل ظهور حالات ناتجة عن السلالات المتحورة للفيروس، وكذا بسبب ارتفاع أعداد الوفيات والحالات الحرجة، دقت وزارة الصحة ناقوس الخطر من جديد بعد ما لاحظته من تراخ في التقيد بالتدابير الاحترازية والوقائية، حيث دعت إلى الالتزام بارتداء الكمامة إلى حين بلوغ المناعة الجماعية، بعد الانتهاء من عملية التلقيح. وأكدت على أن "أخذ جرعتي اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد لا يمنع من حمل ونقل الفيروس"، مشيرة إلى أن "المناعة الجماعية تستوجب تلقيح أزيد من ثلثي الساكنة على الأقل"، موصية ب" الاستمرار في التقيد بالإجراءات الوقائية، بالنسبة للأشخاص الملقحين وغير الملقحين". ودعت الوزارة إلى التقيد الصارم بالتدابير الوقائية، المتمثلة في التباعد الاجتماعي وتفادي التجمعات غير الضرورية والارتداء السليم للكمامة، وعدم لمس الفم والأنف والعينين قبل تعقيم اليدين، والغسل المتكرر لليدين بالماء والصابون أو بالمطهر الكحولي.