الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى. وبعد؛ فقد اقترب موعد اختبارات الطلاب والتلاميذ على جميع المستويات، وحتى يتسنى لأبنائنا اجتيازها في ظروف مناسبة كان لابد من الاسترشاد بمجموعة من التوجيهات عسى أن تكون عونا لهم بإذن الله تعالى: 1- تقوى الله: من اتقى الله جعل له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، وأصلح له أمور دينه ودنياه، وانتهت أموره إلى خير (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِه يسرا). حافظ على صلاتك واياك والتهاون فيها، واظب على النوافل وصلاة التراويح وتلاوة القرآن، فهذه والله مما يعينك على بلوغ مقاصدك الدينية والدنيوية، ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، فاذا اطمأن قلبك هان عليك ما يستصعب. وليعلم الطلاب أن هذا امتحان دنيوي لا تتعلق به سعادته يوم القيامة، وأن أعظم ما يحصل ويبذل فيه الغالي والنفيس هو تقوى الله تعالى، قال تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}. 2- التوكل على الله: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ} فلا تعتمد على ذكائك ولا على حفظك، فلابد من اتخاذ الأسباب، ولكن أعظم شيء هو التوكل على الله وتفويض الأمر إليه. فإن الله قادر على أن يترك الإنسان وهو على أكمل ما يكون من الذكاء والحفظ حتى يدخل إلى اختباره فينسيه جميع ما حفظ، وربما يبتليه بمرض فيصبح في شتات من أمره لا يستطيع أن يبلغ ما يريد، ولهذا كان من دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام: "أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين" رواه النسائي وحسنه الألباني. 3- الإكثار من الدعاء بأن يوفقك الله لاجتياز الاختبار في أحسن الظروف، والحرص على أوقات الاستجابة الصيام أو الثلث الأخير من الليل أو بين الأذان والإقامة وبعد عصر يوم الجمعة ونحوها، وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول: "اللَّهُمَّ لا سَهْلَ إِلاَّ ما جَعَلْتَهُ سَهْلاً، وأنْتَ تَجْعَلُ الحَزْنَ إذَا شِئْتَ سَهْلاً" رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة وصححه الألباني. 4- التراحم بين الطلاب والتلاميذ: فلا تكن أنانيا أو بخيلا على إخوانك إن احتاجوا إليك في شرح مسألة أو كتاب أو ملخص. وكما قال عليه الصلاة والسلام "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" رواه مسلم. 5- البعد عن الغش في الاختبار: لأن الغش في الاختبار محرم بدليل قوله عليه الصلاة والسلام: "من غشنا فليس منا" رواه مسلم، واعلم بأنك قدوة، فلا تعرض نفسك للمذلة إن ضبطت في حالة غش، بل ويعرضك للإقصاء من الامتحان والرسوب. 6- الحذر من امتهان الأوراق المتضمنة لذكر الله تعالى وكذا لغة القرآن الكريم. ومن ذميم الأخلاق ما نراه من التلاميذ والطلاب بعد اجتياز الاختبار من رمي المذكرات والاوراق في الطرقات والوطء عليها بالأقدام، وتطايرها في الشوارع والأزقة وبعضها يتضمن كلام الله تعالى. 7- ولنفسك عليك حقا: فبعض الطلاب يسهر ويحمّل النفس ما لا تطيق، فتجده يسهر إلى ساعات متأخرة من الليل، بل قد يسهر الليل كله ولربما فاتته صلاة الفجر، وهو غافل لا يبالي بأمر الله تعالى. والطالب النبيه والتلميذ النجيب هو من ينظم وقته، فيخصص وقتاً لنومه، ووقتاً لراحته، ووقتاً لاستجمامه، ووقتاً لمذاكرته ومراجعته، وبالنظام تهون الأمور العظام. 8- ليحذر الشاب المذاكرة مع البنات، أو العكس، فإن النبي عليه الصلاة والسلام وقال: "ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما" رواه البخاري، وكم من الأعراض انتهكت بسبب تهاون الطلبة والتلاميذ وأولياء الأمور في هذا الباب. قال ابن تيمية: (ولهذا حرمت الخلوة بالأجنبية؛ لأنها مظنة الفتنة. والأصل أن كل ما كان سببًا للفتنة فإنه لا يجوز؛ فإن الذريعة إلى الفساد يجب سدُّها إذا لم يعارضها مصلحة راجحة) ولا مصلحة في المذاكرة بين الجنسين ولو كان مدرسك أو مدرستك. 9- إياك وترك الصلاة: فلا تكن عبدا موسميا، ومع الأسف في أيام الاختبارات يقبل التلاميذ على الصلاة والمحافظة عليها، كي يعينهم الله تعالى، لكن بمجرد الانتهاء من الامتحان تنقلب الطاعة معصية وتترك الصلاة ويجاهر بالمعصية. 10- بعد الاختبار كن راضيا بما قسم الله لك، إن جاءت النتيجة كما تريد فاشكر الله تعالى واعلم أن هذا فضل من الله ونعمة، وإن جاءت بما تكره فاصبر ولا تجزع أو تتسخط، فإن هذا ينافي إيمانك بالقدر خيره وشره، والمؤمن ولله الحمد بين منزلتي الصبر والشكر كما قال عليه الصلاة والسلام: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له" رواه مسلم. 11- توكل على الله ولا تخف، فكن واثقا بالله تعالى واستعن به سبحانه لاجتياز هذا الامتحان. والخير فيما اختاره الله تعالى. 12- حاول ترك المذاكرة والمراجعة ليلة الامتحان، وإن استطعت الترفيه عن نفسك يوما قبل الامتحان بما أباحه الله تعالى فافعل، فإن هذا يعطيك القوة على التركيز واستحضار الأجوبة والنشاط أثناء الاختبار. 13- خلال الامتحان: – سم الله تعالى واستعن به سبحانه. – اقرأ الأسئلة بدقة. – اجلس بشكل مريح. – ليكن خطك واضحا حتى يتسنى للمصحح قراءة الجواب قراءة سليمة. – إذا واجهت سؤالا صعباً، انتقل إلى سؤال آخر. – إذا كان الامتحان صعباً، اختر أحد الأسئلة وابدأ الكتابة. ذلك قد يُعيد إلى ذاكرتك ما نسيته. – لا تقلق عندما ترى الطلبة الآخرين يسلمون أوراقهم، فليس هناك جائزة لمن ينتهي أولاً، فبعد انتهائك أعد قراءة ما كتبته بتؤدة. – املأ ورقة الإجابة بالمعلومات المطلوبة: اسمك ورقم الامتحان وما يلزم كتابته. – لا تنس التوقيع أثناء تسليمك ورقة الإجابة للمراقب. أسأل الله أن يوفقكم وييسر لكم اجتياز الاختبار والحصول على نتيجة مرضية، إنه سميع مجيب. وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.